الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر النسب أو البلدة عند تعريف الشخص بنفسه

السؤال

ما حكم ذكر النسب عند التعريف بالنفس مثل أن يقول الرجل: فلان بن فلان الحسيني أو القرشي وهكذا؟ وهل هذا من السنة أم أنه تفاخر بالأنساب؟ وهل من السنة الانتساب إلى البلدان مثل: المقدسي أو الدمشقي أو العسقلاني؟
أفيدونا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فذكر الشخص لنفسه, أو لبلده بقصد التعريف جائز, وليس فيه مخالفة للسنة, فالحكمة من جعل الناس قبائل شتى هي التعارف, جاء فى تفسير ابن كثير: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} أي: ليحصل التعارف بينهم، كل يرجع إلى قبيلته، وقال مجاهد في قوله: {لتعارفوا} كما يقال: فلان بن فلان من كذا وكذا، أي: من قبيلة كذا وكذا. انتهى

وفى فتح القدير للشوكاني: والفائدة في التعارف أن ينتسب كل واحد منهم إلى نسبه ولا يعتزي إلى غيره، والمقصود من هذا أن الله سبحانه خلقهم كذلك لهذه الفائدة لا للتفاخر بأنسابهم. انتهى

كما أن انتساب الإنسان لبلده بقصد التعريف لا يخالف السنة, ولا محذور فيه أيضا, جاء في شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر لملا علي القاري: وقد كان العرب تنسب إلى قبائلها غالبا، فيقال: القرشي البكري، فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكنى القرى والمدائن، وضاع كثير من أنسابهم، فلم يبق لهم غير الانتساب إلى البلدان انتسبوا إليها، ثم منهم من كان نقله من بلد إلى بلد فأريد الانتساب إليهما، فيقال: المصري الدمشقي، والأحسن أن يقال: ثم الدمشقي لمراعاة الترتيب. انتهى
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 202114.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني