الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين حق الزوجة وبر الأم

السؤال

أنا متزوج منذ سنة ونصف، وأمي تغار من زوجتي، وتظن أنني أفضلها عليها، وتقول إنني ألبي طلباتها وطالبات عائلتها، وأنني لا أكترث لها وأضعها في آخر مرتبة في حياتي، وعلى العكس فعلاقتي بعائلة زوجتي محدودة جدا، ووالله أحاول بكل جهدي أن ألبي جميع طاباتها وعلى
حساب إحساني لزوجتي، وهذه الأيام تطلب مني يوميا أن أوصل أختي من عملها إلى البيت، والتي ينتهي دوامها عند الساعة 1640، مساءً. وهي غير متزوجة وتقطن مع أمي وأبي، وهناك أخٌ أكبر مني يسكن معهم وهو غير متزوج كذلك، وعندما أوصلها أرجع إلى بيتي متأخرا في حدود الساعة العاشرة مساءً، مع العلم أنني أخرج منه عند الساعة 1639صباحاً، حيث لا يبقى لي الوقت لرؤية زوجتي، وزوجتي تطلب مني أن لا أوصل أختي وأدع الأمر لأخي، أو أبي، فهما أولى بإيصالها، وإن لم أوصل أختي يوميا فأمي تدعي أن زوجتي تتحكم في، وتطلب مني أن أنسى أن لي أما في هذه الدنيا، وأنها لا تريد أن حضر جنازتها، فماذا يمكنني أن أفعل؟ فأمي لا يكفيها أن أوصل أختي مرة أو مرتين أسبوعيا، وزوجتي تطلب أن أعطيها حقها من الوقت، فكيف لي أن أجمع بين بر الوالدين والإحسان إلى الزوجة؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشأن الزوج العاقل أن يعطي كل ذي حق حقه، فيعطي زوجته حقها، ويعطي أمه حقها، فلا يظلم أحدهما من أجل الأخرى، وراجع الفتوى رقم: 57441.

والخلافات بين الزوجة وأم الزوج من الأمور المعتادة، وغالبا ما يكون سببها الغيرة، وتخيل الأم أن الزوجة تحب أن تستأثر بالزوج، ولا يكون الحال كذلك، وفي هذه الحالة إذا تحرى كل من الزوج والزوجة الحكمة، وكان بينهما تفاهم استطاعا أن يتجاوزا مثل هذه المحنة، وطاعة الولد والديه في المعروف واجبة، وهذا في الجملة، وفي التفصيل تجب الطاعة فيما فيه مصلحة للوالدين ولا ضرر فيه على الولد، وسبق أن أوضحنا كلام أهل العلم بهذا الخصوص في الفتوى رقم: 76303.

وليس لزوجتك منعك من توصيل أختك، ومن حقها مطالبتها إياك بمعاشرتها بالمعروف، واجتهد في محاولة إقناع أمك في أن يكون الأمر مناوبة بينك وبين أخيك مثلا ليرتفع عنك الحرج ويزول الضرر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني