الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقع قلبها حب رجل وعفت نفسها.. الداء والدواء

السؤال

عمري 25 طالبة جامعية ملتزمة ـ والحمد لله ـ ومشكلتي هي أنني عشقت رجلا من أقاربي يعيش في بلد آخر لم أره في حياتي، ولكن حديث أهله وأخته الصديقة المقربة إلي جعلني أتعلق به، فقد وجدت فيه فارس أحلامي، فهو شاب ملتزم متفقه في الدين دارس للعلوم الشريعة، ولكنه متزوج وحدث أن رأيته منذ زمن في رؤيا أنه قادم من سفره لخطبتي، وكان ذلك قبل تعلقي به، وبقيت أفكر به مدة عام أو أكثر وأتصفح حسابه على الفيس بوك كل يوم تقريبا، فأزداد إعجابا به، ومنذ 7شهور قررت أن أرسل إليه من حساب وهمي على الفيس بوك، فأرسلت إليه وأخبرته بحبي له وأنني أتصفح حسابه وشرحت له حالي وأنني إحدى قريباته، فرد علي بمنشور على صفحته دون أن يكتب رسالة مباشرة لي وكتب لي ردا على كلامي، وعندما رأيت القبول منه أرسلت إليه ما يجعله يعرف من أكون، فكتب لي منشورا قال لي فيه إن علي أن أنتظره فقبلت الانتظار، دون أن يحدد متى، فهو يرد على حساب يقرؤه الناس، وكان كل ما جرى بيننا رسالتان أرسلتهما إليه، ورد على حسابه بمنشورات عامة بين سطورها ما أراد قوله لي، ولكنه تجنب أن يراسلني ربما خوفا من الله ومن الناس لا أعلم.. ولكننا منذ ذلك الوقت لم نتحدث إلى بعضنا، ولكنني أتصفح حسابه دون أن أكون من أصدقائه ومتابعيه، أتصفحه خلسة كل يوم وأشعر أنه يتصفح حسابي أيضا، لأنني ألاحظ أنه يكتب ردودا على كلماتي التي أكتبها أحيانا عن شوقي وحزني، فيكتب في بعض الأحيان شعرا أو عن الصبر أو الحب وتآلف الأرواح.. ولم أدخل معه في علاقة محرمة، فكلانا ملتزم بدينه، ولكنني أتعذب كثيرا وأشعر أنني أصل إلى حد الموت، فقد أثر هذا العشق على صحتي وحياتي ودراستي، وقد تعبت كثيرا وأرهقني الانتظار بلا موعد محدد، ولكنني لا أرضى بديلا عنه وأرفص كل من يتقدم لخطبتي وأنتظره حتى وإن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة، فهل من الممكن أن نعشق أرواحا إلى هذا الحد دون رؤية صاحبها؟ وهل هذا حرام؟ وماذا يمكنني أن أفعل؟ وهل أستطيع أن أتابع حياتي وأتناسى عذابي، علما بأن الأمر سر بيني وبينه؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوصول العلاقة بين الشاب والفتاة إلى هذه الدرجة من العشق رغم عدم رؤية كل منهما للآخر أمر ليس بمستبعد، وأنت هنا تعلقت به، لما بلغك عنه من حسن خلق وكريم خصال، وقد قيل: والأذن تعشق قبل العين أحيانا ـ وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 73351.

والحب قبل الزواج قد سبق بيان حكمه والتفصيل فيه في الفتويين رقم: 4220، ورقم: 5707.

فمن أوقع الله في قلبها حب رجل وعفت نفسها من الوقوع معه في الحرام، فلا إثم عليها، بل هي مأجورة على ذلك، ولكن حتى لا تعذب نفسها بالعشق ينبغي لها أن تسعى في العلاج، وقد ضمنا الفتوى رقم: 9360، بعض سبل العلاج.

وهذا الشاب قد يكون راغبا في الزواج، ولكن تحول دونه موانع، فإذا تم الزواج فالحمد لله، وإلا فابحثي عن غيره، فقد ييسر الله لك زوجا صالحا خيرا منه، ولا تعرضي عن الزواج لأجله، فقد يفوتك بذلك الكثير من الخير، وربما لو رأيته أو عاشرته لغيرت رأيك فيك، فكثيرا ما يكون للوهم والظن أثر كبير في التعلق، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 189347.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني