الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجدر ما يتنافس به العبد لنيل سعادته في معاشه ومعاده

السؤال

أسكن في بلد مسلم غير عربي انتقلت للعيش فيه بسبب الفتن في بلادي، والآن توجد الكثير من الفتن في المكان الذي أسكن فيه، ولكنها أهون مما في بلادي، فأطلب من حضراتكم طرقا لتجنب الفتن والشهوات، وطرقا لاستغلال يومي بشكل صحيح، ويحتوي على جدول لحفظ القرآن وقراءة تفسيره، وأن تدلوني على مشاريع تفيدني في آخرتي، مع العلم أنني لم أجد في المكان الذي أعيش فيه صحبة صالحة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهداية والتوفيق، وأن يعصمك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومثل هذه القضايا التي استنصحتنا فيها قد سبقت لنا حولها فتاوى عديدة جدا، فنكتفي بإحالتك إلى بعضها، وستجد فيها بغيتك ـ إن شاء الله ـ فأما ما يتعلق بطرق تجنب الفتن والشهوات، فراجع حولها الفتاوى التالية أرقامها: 15649، 73749، 195759.

وأما قولك: وطرقا لاستغلال يومي بشكل صحيح ويحتوي على جدول لحفظ القرآن وقراءة تفسيره ـ فراجع حول ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 21753، 156691، 49327، 282067.

وأما ما يتعلق بقولك: أرجو أن تدلوني على مشاريع تفيدني في آخرتي ـ فإن القيام بما أمر الله عز وجل به من العلم النافع والعمل الصالح وما يعين عليهما هو مشروع المسلم في هذه الحياة، لينال بذلك سعادة الدارين، قال ابن القيم: فإن أولى ما يتنافس به المتنافسون، وأحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون، ما كان بسعادة العبد في معاشه ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك العلم النافع والعمل الصالح اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رزقهما فقد فاز وغنم، ومن حرمهما فالخير كله حرم، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم ومحروم، وبهما يتميز البر من الفاجر والتقي من الغوي. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني