الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقيدة المسلم تملي عليه الصدق والوفاء بالعهد

السؤال

كنت أقيم مع زوجي وولدي في دولة أوروبية وهناك يُخصص لكل طفل يولد مبلغ من المال شهرياً مادام ذلك الطفل مقيماً في تلك الدولة فإن علموا أن هذا الطفل يقيم مع أمه أو والديه في دولة أخرى يتوقفون عن إعطائه ذلك المال (وهو ليس بالمبلغ القليل لمن يعيش في دولة عربية) وبالفعل عدت مع زوجي إلى بلدنا العربي وننوي الاستقرار ولكن يمكننا أخذ هذا المبلغ دون علم الحكومة باستقرارنا في دولة أخرى.1- فهل هذا المال من حقنا أم أنه مال حرام علينا لا يجوز لنا أخذه ويكون هذا غشاً؟2- وإن كان حراماً فهل علينا أن نعلم الحكومة بإقامتنا خارج دولتهم فلا يرسلوا لنا شيئاً أم نأخذه ونتصدق به على فقراء المسلمين؟3- وإن لم نتمكن من إخبارهم ولكنهم قد يكتشفون بعد فترة معينة فماذا نفعل بالمال الذي سيرسلونه في تلك الفترة في حال لم نستطع إرجاعه للحكومة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمسلم أصدق الناس وأوفاهم بالعهود والعقود، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.
وأنتم إنما أخذتم ذلك المبلغ بشرط فمتى انتفى ذلك الشرط لم يعد لكم حق في المال، ولا يحل لكم أخذه ويجب إرجاعه إلى أهله فإن عجزتم عن إرجاعه فأنفقوه على الفقراء والمساكين.
كما عليكم أن تعلموا هذه الجهة بأنكم عدتم إلى بلادكم على جهة الاستقرار، وإلا كان هذا من الغش والكذب والمسلم أبعد ما يكون عن الكذب مع كل الناس مسلمهم وكافرهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني