الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الساب أن يبادر بالتوبة النصوح والنطق بالشهادتين .

السؤال

أنا شاب مسلم من ليبيا وقعت في الكثير من الذنوب القولية التي تسبب الكفر مثل السباب والنكت ، وبعدما تبت منها أواجه الكثيرمن الوساوس ، وحتى أني أحياناً أتلفظ ببعض الكلام الذي لا يجوز في حق الدين وماهوأعلى من غير أن أقصد ، وكلما حرصت على ألا أقوله فإني أقوله من غيرأن أقصده أرجو إجابتي وماذا أفعل إذا قلت ما يكفر حتى أتوب؟والسلام عليكم .أرجوالرد بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان ما يصدر منك من السب في حق الله تعالى أ و النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد الأنبياء أو الملائكة فهذا لا شك أنه من المكفرات التي تخرج الإنسان من الملة والعياذ بالله، وكذلك يقال في النكت إن كانت تتضمن سخرية أو استهزاء بالله أو رسله أو القرآن أو أي حكم من أحكام الدين، قال الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:66].
فإن كان ما قلته من الكلام الذي يكفر قائله وقلته عالماً به وبأنه يكفّر وكنت طائعاً مختاراً ، فقد وقع منك الكفر -عياذاً بالله- والواجب عليك المبادرة بالتوبة النصوح والنطق بالشهادتين واستئناف حياة جديدة في الإسلام ، وعدم الاستهانة بالألفاظ فإن أكثر ما يكب الناس على وجوههم في النار حصائد ألسنتهم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وتجب عليك مجاهدة نفسك في ضبط لسانك ، وألا تخرج منك كلمة تكفر بها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جنهم. رواه البخاري عن أبي هريرة، وفي رواية لهما: يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. نسأل الله لنا ولك العافية والسلامة، ولعلاج الوساوس نحيلك إلى الفتوى رقم:
18353.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني