الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تقوية اليقين والثقة بالله تعالى

السؤال

أريد أن قوي يقيني وثقتي في الله.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من طرق تقوية اليقين والثقة بالله تعالى كثرة التأمل في كتاب الله وتدبر معانيه، وتدبر الآيات الكونية، وتدبر معاني صفات الله تعالى، وكثرة النظر في قصص الأنبياء وفي معجزاتهم، ومما يزيده كذلك كثرة سؤال الله تعالى الإيمان واليقين والهدى، ففي الحديث: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك... ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. وفي الحديث: سلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يعط أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة. رواه أحمد، وصححه الألباني.

ومما يزيده كذلك مجالسة أهل العلم واليقين، فقد قال الغزالي في الإحياء: جالسوا الموقنين، واستمعوا منهم علم اليقين، وواظبوا على الاقتداء بهم ليقوى يقينكم كما قوي يقينهم. اهـ.

ومما يزيد الثقة في الله استشعار معاني قوته وهدايته وشفقته ورحمته بعبده وعلمه بمصالحه وكمال حكمته في تدبير مصالح عبده، وبهذا يكون العبد معتمدا على الله متوكلا عليه، قال المقدسي: ولا يتوكل الإنسان على غيره إلا إذا اعتقد فيه أشياء الشفقة، والقوة، والهداية، فإذا عرفت هذا، فقس عليه التوكل على الله سبحانه، وإذا ثبت في نفسك أنه لا فاعل سواه، واعتقدت مع ذلك أنه تام العلم والقدرة والرحمة، وأنه ليس وراء قدرته قدرة، ولا وراء علمه علم، ولا وراء رحمته رحمة، اتكل قلبك عليه وحده لا محالة ولم يلتفت إلى غيره بوجه، فإن كنت لا تجد هذه الحالة من نفسك فسببه أحد أمرين: إما ضعف اليقين بأحد هذه الخصال، وإما ضعف القلب باستيلاء الجبن عليه، وانزعاجه بسبب الأوهام الغالبة عليه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني