الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعمال الملتزم بالشرع أحرى بالقبول

السؤال

كيف أستطيع أن أهب القرآن والصدقة إلى أمي التي توفيت وهل يتوجب أن أكون ملتزمة كي يقبل الله ما أفعله لها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذكرنا خلاف العلماء في وصول ثواب القربات من الأحياء إلى الأموات في فتاوى لنا سابقة منها الفتوى رقم: 3406.
ورجحنا في تلك الفتاوى أن ثواب تلك القربات يصل إلى الأموات وينفعهم الله به؛ لأن فاعل تلك القربات قد ملك ثوابها فيصح منه أن يهبه لمن يشاء ممن لم يقم به مانع من ذلك كالكفر والعياذ بالله تعالى.
وتلك الهبة تحصل بالنية المجردة عن القول أو المصحوبة به كأن يقول الشخص: اللهم اجعل ثواب هذا العمل لفلان ونحو ذلك.
وأما سؤالك هل الالتزام بالدين شرط قبول الطاعات والقربات؟ فالجواب أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً ولا يظلم أحداً مثقال ذرة ويجزي كل عامل بعمله؛ كما قال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8]
ولاشك أن الملتزمين بشرع الله تعالى التزاماً كاملاً المتقين لربهم حق التقوى أعمالهم أوفر ثواباً وأحرى بالقبول.
قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].
وإجماع أهل السنة في معنى هذه الألفاظ أنها اتقاء الشرك، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي للشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني