الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخراج بطاقة ائتمانية من بنك ربوي مع نية عدم التأخر في السداد

السؤال

سؤالي بخصوص كارد الائتمان، فراتبي يتحول أتوماتيكيًا على البنك التجاري، ولا خيار لي فيه، ولا يمكن تحويله إلى بنك آخر، أو بنك إسلامي: أردت استخراج كارد ائتمان لاستخدامه فقط عند الضرورة، ومن شروطه أنه إن لم يتم التسديد قبل 45 يومًا فسوف يتم احتساب فائدة، وأنا أعتزم ـ إن شاء الله ـ السداد قبل هذا الفترة، ولا نية أبدًا للتأخير -بإذن الله- فهل يجوز ذلك؟ كما أن البنك قال: إنه عند نهاية كل شهر إن لم يكن بالحساب مبلغ يغطي المبلغ المسحوب، فسوف يضاف مبلغ ضئيل 0.46% تحت مسمى نسبة تأمين لضمان السداد، علمًا أنها نسبة مقتطعة، ولا ترد حتى لو تم السداد بالكامل، ولكن البنك يسميها هكذا، فهل يجوز هذا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في فتاوى سابقة أنه لا حرج في تحويل الراتب إلى بنك ربوي إذا لم يمكن تحويله إلى بنك غير ربوي، وفي هذه الحالة يبادر إلى سحبه كله من البنك الربوي عند نزوله؛ حتى لا يستعين البنك الربوي على معاملاته المحرمة بترك بعض مالك عنده، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}، وانظر الفتوى رقم: 79492.

وأما التعامل معه باستصدار بطاقة ائتمانية: فلا يجوز، ولو مع نية عدم التأخر في السداد؛ لحرمة الدخول في العقد المحرم ابتداء، ولا ضرورة فيما يتوقع، وهنالك بدائل مشروعة يمكن الاكتفاء بها لدفع الحاجة، كاستصدار بطاقة ائتمانية مغطاة من بنك إسلامي، وهكذا، ومن تحرى الحلال وجده، ومن اتقى الله يسر أمره، وجعل له من كل ضيق مخرجًا، فإنه يقول: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا {الطلاق: 4}، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني