الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل تحريم أعراض الناس إلا ما استثناه الشارع

السؤال

السلام عليكمهناك مواقع على شبكة الإنترنت.... تتكلم سلبيا عن بعض الأشخاص المعروفين.... بحجة إظهار الحق ....هل دخول هذه المواقع وقراءة هذه الأخبار (السلبية) يعتبر مثل حضور مجلس غيبة؟ وما الواجب تجاه مثل هذه المواقع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهؤلاء الأشخاص المعرفون المشهورون إن كانت لهم معاص فلا يخلون من حالتين: إما أن يكونوا مجاهرين بمعاصيهم، وإما أن يكونوا غير مجاهرين، فإن كانوا غير مجاهرين بها فلا يجوز الخوض فيها ويجب الستر عليهم، ويعد أي موقع يتناولهم مجلساً من مجالس الغيبة التي يجب نصح أصحابها أو مجانبتها بعدم قراءة ما فيها من أخبار فيها التشهير بأولئك الأشخاص.
وأما إن كان هؤلاء من المجاهرين بمعاصيهم، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه لا غيبة لفاسق مجاهر بفسقه، وذهب آخرون إلى أن ذلك لا يجوز إلا لمصلحة راجحة وهو الذي رجحه غير واحد من أهل العلم كالإمام النووي وهو الذي نختاره.
فأي مصلحة في الاطلاع على أخبارٍ غاية ما فيها إما إشاعة الفاحشة وإما هتك الأعراض وكشف الأسرار المختلفة, وإما تأليب العامة على الخاصة، وتجرئة السفهاء والجهلة على العلماء والدعاة، وبالجملة فالأصل هو تحريم أعراض الناس، وعدم الخوض فيها إلا ما استثناه الشارع لكون مصلحته راجحة، لأن أعراض الناس محمية، وهي حفرة من حفر النار كما قال بعض السلف.
أما إن كانت هذه المواقع تعنى حقاً بإظهار الحق كما يفعله بعض العلماء والدعاة، فإن كان المقصد هو ذلك، واتبع الأسلوب الشرعي في بيان الحق ورجحت المصلحة فلا بأس بالنظر فيها وقراءة ما فيها مما يتعلق ببيان الحق؛ ولو كان الحديث عن أناس معروفين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني