الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنظيم الوقت معين على الجمع بين أعباء المنزل والقيام بنوافل الطاعات

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الرائع. أنا فتاة متزوجة، ولدي طفلتان، وزوجي صاحب خلق ودين، وطيب جدًّا، ويساعدني في كل شيء، ومع ذلك ﻻ أجد الوقت الكافي لقراءة القرآن كما أريد، وﻻ لصلاة القيام، خصوصًا في رمضان، وذلك لانشغالي ببناتي اللواتي في سن أقل من سنتين، فهما بحاجة لكثير من العناية، والمتابعة على مدار اليوم، بالإضافة إلى شغل البيت، وتحضير الطعام، والاهتمام بزوجي حتى أصل إلى آخر النهار وأنا متعبة، ﻻ أقوى على القيام، فأنام أحيانًا دون أن أصلي التراويح في رمضان، ويمر عليّ بعض الأيام ﻻ أقرأ فيها القرآن، وﻻ أراجع حفظي، فماذا أفعل؟ وكيف يمكنني أن أستغل رمضان في هذا الحال؟ أشعر بالتقصير الكبير في العبادات خصوصًا بعد الزواج، فقد كنت قبل ذلك على خلاف هذا، حيث كنت محافظة على النوافل كاملة، وحفظ القرآن، أما الآن فلا أجد الوقت لهذا كله -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا نشكرك على حرصك على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحزنك على فوات بعض الطاعات، والقربات، ونبشرك أن لك الأجر فيما تقومين به من رعاية لبناتك، واهتمام بزوجك، وإعداد لشؤون بيتك إذا ابتغيت بذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى، وهكذا كل الأمور العادية إذا صاحبتها نية العبادة، والتقرب إلى الله، فإنها تصير عبادة يؤجر المرء عليها؛ ولهذا كان يقول أحد السلف: إني لأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي.

ثم إننا ننصحك بمواصلة ما أنت فيه من اهتمام ببناتك، وزوجك، ومنزلك، مع محاولة إيجاد وقت -ولو قصير- لقراءة القرآن، وصلاة ما يتيسر من النوافل، ولو التزمت بورد يومي ثابت، فإن ذلك حسن، ومعين على الاستمرار، كما أن تنظيم الوقت، وتقسيمه معين على الجمع بين أعباء المنزل والقيام بما تريدين من قربات، وإذا كنت تحفظين شيئًا من القرآن فإنك تستطيعين قراءته أثناء قيامك بالأمور التي لا تتنافى معه، كالطبخ، ونحو ذلك، ومثل هذا الأذكار، والأدعية المختلفة، والتي جاء في شأنها الفضل الكثير، والأجر الجزيل، فإن الإتيان بها لا يتناقض مع القيام بأعباء المنزل المختلفة.

وعلى أية حال: فإن التوازن، والاعتدال في الحياة، وإعطاء كل ذي حق حقه من هدي النبوة، وعلى هذا النهج ينبغي أن يسير المسلم في حياته، فيؤدي ما عليه من حقوق لربه أولًا، ثم لزوجه، ولأولاده، ولكل ذي حق..

وينبغي أن لا ينسى نفسه من النوافل، والقربات، ومختلف الطاعات بالقدر الذي لا يؤثر على القيام بالحقوق الواجبة عليه، وبذلك يسعد في الدنيا، والآخرة، وراجعي الفتويين رقم: 73825، ورقم: 51169.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني