الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من اغتسلت ثم رأت بللا بعد ذلك

السؤال

اغتسلت من الجنابة، وبعدها بيوم عندما دخلت إلى الحمام -أجلّكم الله- وجدت رطوبة، فرأيت من أعلى المهبل سائلًا لا أدري هل هو مني، أم مذي، فهل أعيد الغسل أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه ينظر في هذا السائل فإن كان منيًّا فيلزم منه غسل جديد، ولا يمكن أن يضاف للمني الذي تم الاغتسال منه من قبل، ما دام قد حصل بينهما نوم -كما هو الظاهر-؛ إذ من المقرر عند الفقهاء أن الحدث يضاف إلى أقرب زمن يحتمل حصوله فيه؛ قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. اهـ.

ومن ثم؛ فنفترض أن هذا المني قد خرج في أثناء النوم، فيلزم منه الغسل، ولو لم تذكري احتلامًا؛ جاء في المهذب: وإن رأى المني، ولم يذكر احتلامًا لزمه الغسل؛ لما روت عائشة -رضي الله عنها-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجد البلل، ولا يذكر الاحتلام، قال: يغتسل. وعن الرجل يرى أنه احتلم، ولا يجد البلل، قال: لا غسل عليه". اهـ.

وأما إن كان ذلك السائل مذيًا فلا يجب عليك إلا الوضوء، مع تطهير ما أصاب البدن، والثياب منه، وإن كان من الرطوبات العادية، فيلزمك الوضوء منه، ولا يلزمك تطهير البدن، والثياب؛ لأن هذه الرطوبات طاهرة على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 110928.

وإن شككت في كونه مذيًا، أو منيًّا، أو رطوبات فرج؛ فقد ذهب الشافعية -وهو الذي عليه الفتوى عندنا- إلى أنك تتخيرين بينهم، فتجعلين له حكم أي ذلك شئت، وانظري الفتوى رقم: 158767.

وراجعي الفتويين: 64005، 130824؛ ففيهما بيان الفرق بين مني المرأة ومذيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني