الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود جينات وراثية تشي بعدوانية الطفل غير معتبر

السؤال

تعرضت أخت زوجتي البنت لاعتداء من مجهولين حيث خدروها واعتدوا عليها وألقوها في الشارع, وبعد أن استيقظت رجعت للبيت ولم تخبر أحدا بالذي حصل, وبعد عدة شهور اكتشفت أنها حامل، وهي في الشهر الثامن حاليا، فأخبرت أمها, والابن الذي ستلده سيكون بولادة قيصرية, وهي لا تريده خوفا من الفضيحة، ولأن أباه غير معروف, وقد أكرمني ربي بنعمة عدم الإنجاب لتشوه في كروموسوماتي, وتقول لي حماتي إنها فرصة لي لنربي الابن كولد لنا وفي نفس الوقت نأخذه من أمه التي هي أخت زوجتي فيتربى عندنا أفضل من أن يوضع في ملجأ وأحسن من أن نكفل طفلا ما دام المبدأ متوافقا عليه مني ومن زوجتي, وحماتي تريد أن تكتبه باسمي، وأنا أرفض ذلك، لأنه حرام, كما أنني مصمم على عمل تحليل كروموسومات للطفل، علما بأن التحليل يأخذ شهرا تقريبا, وحماتي تخاف من ترك الولد كل هذه الفترة بدون حسم للموضوع، كي نعرف ما إذا كان سيولد سويا أم له ميول عدوانية كوراثة من أبيه المجرم، حيث من قراءتي في تشوهات الكرومسومات نتيجة حالتي علمت بأنه يمكن من تحليل الدم معرفة الكرومسومات السوية من غير السوية وكذلك التشوهات, وأنا لا أريد جلب ضرر لنفسي أو لزوجتي, في ظل هذا الموقف ما هي الإجراءات التي يجب علي اتباعتها في أن أكفل هذا الطفل بما لا يغضب الله ويكتب لي أجر كافل اليتيم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكفالة هذا الطفل بعد ولادته ورعايته والقيام بمصالحه قربة من أعظم القربات، فهو من الإحسان، والله عز وجل يقول: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.

والتبني محرم، وقد أحسنت بامتناعك عن التبني فجزاك الله خيرا، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 124002.

وننبه إلى أن هذا الطفل ينسب إلى أمه ويرثها وترثه، ولا بأس بأن يدفع الحرج بنسبته نسبة عامة كأن يقال: فلان بن عبد الله، أو عبد الرحمن، على أن يبقى أصل نسبه إلى أمه محفوظا.

وبالنسبة للتحليل لمعرفة حمل الطفل لبعض الجينات الوراثية المتعلق بالجانب العدواني، وعلى فرض إمكانية معرفة ذلك، فلا ينبغي أن يكون هذا مانعا من رعايته فلا يلزم من وجودها أن لا يكون صالحا، فلا يلتفت إلى أي شيء من الوساوس في هذا الجانب، وننبه إلى أن مثل هذا الاعتداء والاغتصاب غالبا ما يكون نتيجة التساهل وحصول ما يمكن أن يغري الآخرين بالفتاة، ومن ذلك تساهلها في اللباس أو ذهابها وحدها، ففي الوحدة خطر على الفتيات، فلينتبه لهذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني