الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهادي بين الزوجين جالب للمودة

السؤال

حقوق الزوجة المالية.
أعيش أنا وزوجتي ببلد مختلف عن بلدنا الأصلي للعمل؛ حيث إنني أعمل وتربي زوجتي الأولاد. بعد زواجنا اشتريت ممتلكات عينية بنظام الأقساط مما ترتب عليه ضيق في العيش، وكان الشراء دائمًا بعد موافقة الزوجة.
حاليًا تشعرني زوجتي بالتقصير تجاهها من ناحية الهدايا في المناسبات العائلية، وكذلك في الأعياد، وتريد مشاركتي في الممتلكات العينية؛ لأنها شاركت فيها من ناحية مشاركتي في الحياة بدولة العمل، وكذلك تحمل تبعات الأقساط، علمًا بأنني لم أقصر في حق بيتي من الطعام والشراب والملبس تحت أي ظرف، كما أن زوجتي لديها ما يكفيها من المال الخاص، والذي لا أقترب منه أو أجعلها تنفق منه أي شيء.
فهل لزوجتي الحق في طلب مشاركتي في الممتلكات العينية؟ وهل من حق الزوجة طلب الهدايا أسوة بقريناتها؟ علمًا بأن لكل منّا ظروف مختلفة عن الأخر؟ وما هي الحقوق المالية للزوجة على زوجها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا في فتاوى عديدة بيان حقوق الزوجة على زوجها، فراجع الأرقام التالية: 39298، 113285، 66191.

وهل يجب على الزوج أن يقوم بإعطاء زوجته هدية؟ الجواب: أنه لا يجب عليه ذلك، وينبغي له أن يفعل؛ فإن الشرع قد حث على التهادي، فإن ذلك يورث المحبة، والزوجان أشد حاجة إلى المودة وحسن العشرة، وتراجع الفتوى رقم: 176549. وإذا لم يفعل الزوج فلا ينبغي للزوجة أن تجعل هذا مثارًا للخلاف مع زوجها، فالحياة الزوجية أهم وأعظم قدرًا من أن يكدر صفوها بمثل هذا.

ومجرد مشاركة المرأة زوجها الحياة في دولة العمل لا يقتضي استحقاقها شيئًا من ماله ماديًّا كان أم عينيًّا إلا أن يشاء إعطاءها بطيب نفس منه؛ روى أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني