الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال قضاء الحوائج الشخصية ومدى وجوب إجابته

السؤال

شخص يأمر الناس كثيرًا بأمور الدنيا؛ مثلًا: اجلب لي كذا، أو ضع هذا، وأغلق هذا ... فهل على الناس أن يجيبوا طلبه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن سؤال الناس غير مشروع، وأن الأولى لكل أحد أن يستغني عن مسألة الناس ما وسعه ذلك، فسؤال الحي ما يقدر على فعله وإن لم يكن محرمًا لكن تركه مع القدرة على الاستغناء عنه أولى؛ قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: وأما ما يقدر عليه العبد فيجوز أن يطلب منه في بعض الأحوال دون بعض؛ فإن "مسألة المخلوق" قد تكون جائزة، وقد تكون منهيًّا عنها؛ قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7 - 8]، وأوصى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»، وأوصى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- طائفة من أصحابه: أن لا يسألوا الناس شيئًا، فكان سوط أحدهم يسقط من كفه، فلا يقول لأحد: ناولني إياه. وثبت في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، وهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون». والاسترقاء: طلب الرقية، وهو من أنواع الدعاء. انتهى.

فالذي ينبغي: أن يناصح هذا الشخص، وتبين له السنة، وينبه إلى أن الأولى أن يقضي حاجاته بنفسه إن أمكنه ذلك، وألا يكون كلًّا على الناس، وألا يكثر من مسألتهم، ثم إذا سأل شيئًا مما ذُكر -كإغلاق شيء، أو فتح شيء، أو نحو ذلك- لم تلزم إجابته، ولم تجب طاعته، ولكن من فعل ذلك وأعانه على ما يريد فلا يضيع الله أجره؛ فإنه محسن، والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني