الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من فتح وصية زوجته التي سألته بالله ألا يفتحها إلا بعد موتها

السؤال

وجدت في البيت وصية لزوجتي، والواضح أنها وضعتها لي لأجدها بعد موتها ومكتوب على المغلف من الخارج (أسالك بالله لا تفتحها إلا بعد موتي) ولكن الفضول دفعني لأفتحها بعد فترة بسيطة، وأيضا لكون أن هناك مشاريع تجارية تربطنا، ورغبت بالاطلاع على وصيتها، وفعلا فتحتها وقرأتها، ثم تذكرت سؤالها لي بالله أن لا أفتحها (المكتوب على المغلف) وندمت كثيرا، فما الذي يجب علي؟ وكيف التكفير عن هذا الأمر؟ وهل أخبرها أم لا؟ علما أن إخبارها يمكن أن يزرع الشك وعدم الثقة بيننا، وما حجم خطئي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما وقعت فيه من كشف ما طلبت منك زوجتك إبقاءه طي الكتمان إلى ما بعد موتها، ففي هذا نوع من خيانة الأمانة، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 126614، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن فيما فعلت من عدم إجابتها في سؤالها إياك بالله ارتكاب لأمر مكروه أو محرم، على خلاف بين الفقهاء في حكم رد من سأل بالله، وقد بينا أقوالهم في ذلك بالفتوى رقم: 117303.

وشروط التوبة مبينة في الفتوى رقم: 29785، فالأصل أن تستسمح زوجتك في هذا الاعتداء، ولكن إن خشيت أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم، فيكفي أن تكثر من الدعاء لها والاستغفار، فهذا يكفي في التوبة من مثل هذه الحقوق المعنوية كما أوضحنا في الفتوى رقم: 18180، وليس في هذا كفارة مخصوصة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني