الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بقاء المرأة مع زوج لم يكن عفيفًا

السؤال

ما حكم ما يلي:
أنا امرأة تقية -ولله الحمد- استخدمت جوال زوجي القديم بسبب عطل جوالي الذي أعطاني إياه بنفسه، ولا يعلم أنني وجدت فيه رسائل بينه، وبين معشوقاته اللاتي كان يخرج معهن قبل زواجنا، واكتشفت أنه كان يقوم بعلاقات محرمة، مع نساء كثر، وهو الآن مستمر بالدردشة مع إحداهن، ويعدها بأنه سيسافر لها في أقرب فرصة، ويكثر معها كلام الحب والغزل، وتقوم هي بإرسال صور من جسدها، ويخبرها بما يحدث في خلوتنا كزوجين. أنا أعلم عنه كل شيء، ولم أخبره، بل أعامله بالحسنى، وأقوم بكل واجباتي كزوجة، لكن سئمت من كذبه.
سؤالي الأول: ما حكم رؤيتي لكل رسائله معهن، هل عليّ ذنب؟
سؤالي الثاني هو: ما حكم بقائي على ذمته، وأنا لديّ منه ابن، بعد أن عرفت عنه أنه كان زانيًا، وهو على ما يبدو لم يتب؛ لأنه مستمر بفعله، وقد قرر السفر إلى عشيقته؟
السؤال الثالث: هل أخبره بما عرفت عنه؟ مع العلم أنه لا يحب النصيحة أبدًا، وعندما أنصحه يفتعل المشاكل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتجسس على الزوج، أو غيره، محرم، لا يجوز إلا في أحوال معينة، مبينة في الفتويين: 15454، 30115.

فإن كنت تعمدت التجسس على زوجك، فقد أثمت، والواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، وأما إن كنت لم تتعمدي التجسس، فلا حرج عليك.

وبقاؤك مع زوجك جائز، لا تلزمك مفارقته، ولو ثبت أنّه حين تزوجك لم يكن عفيفًا، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: نكاح الفاسق للمرأة المسلمة، أو الكتابية المحصنة، صحيح. مجموع فتاوى ابن باز.

والواجب عليك النصيحة لزوجك، وإن رأيت أنّه مستمر في منكره، ولا ينزجر عنه إلا بإخباره بما اطلعت عليه، أو بإخبار من ينصحه، ويزجره عن المنكر، فافعلي، قال النووي -رحمه الله- في كلامه على حكم تغيير المنكر: .. ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو. اهـ. شرح النووي على مسلم.

واصبري، واستعملي الحكمة معه؛ لعل الله يتوب عليه، ويصلحه، ولمزيد من الفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني