الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن تصلي وتلبس الحجاب في رمضان وتتركه بعد ذلك

السؤال

أريد توجيه نصيحة للفتيات، والنساء المسلمات اللاتي يلتزمن بالصلاة، ويلبسن الحجاب الصحيح -وليس حجاب الموضة- في رمضان، ثم يتركن الصلاة، ويلبسن حجاب الموضة، أو حتى يخلعن الحجاب تمامًا بعد انتهاء رمضان!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الحجاب قد فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة، وسبق أن بيّنّا أدلة فرضيته في الفتوى رقم: 63625.

ولا تتقيد هذه الفرضية بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، فحيثما وجدت المرأة في حال قد يطلع عليها فيه الرجال الأجانب وجب عليها الستر، ولزوم الحجاب، وهي بذلك تصون نفسها عن أذى الفساق، واعتداء السفهاء، فتجني خيري الدنيا والآخرة.

والعجب من امرأة تصلي، ولا تلتزم الحجاب؛ فإن الذي فرض عليها الصلاة هو الذي فرض عليها الحجاب، فكيف تطيعه في هذا وتعصيه في ذاك؟! هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: فإن الصلاة الحقيقية تعين صاحبها على اجتناب ما يسخط الله تعالى، كما قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.

ولا وجه للتفريق بين شهر وشهر بحيث تلتزم المرأة بالحجاب، والصلاة في رمضان، وتدع ذلك في غيره! فرَبُّ رمضان هو ربُّ غيره من الشهور، والمؤمن مأمور بعبادته على مدار الشهور، ومرّ الدهور، قال عز وجل: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {الحجر:99}.

قال الشيخ عبد العزيز السلمان في كتابه مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار: قيل لبشر الحافي؛ إن قومًا يتعبدون في رمضان، ويجتهدون في الأعمال، فإذا انسلخ تركوا. قال: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان. وقال الحسن البصري: لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت، ثم قرأ: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين». اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني