الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول المختار في أكثر مدة الحيض

السؤال

انقطعت عني الدورة فترة طويلة، قرابة السنة. وجاءتني في نهاية شوال، لمدة 8 أيام تقريبا، ونهاية ذي القعدة، جاءتني مرة أخرى نهاية الشهر، لكنها زادت عن 8 أيام؛ فاحترت في أمري، وانتظرت 13 يوما، ولكن لم تنته، فسألت أحد الشيوخ فقال لي: توضئي، وصلي، وفعلت ما قاله، ولم أكن أعرف هل هو حيض أم استحاضة. وبعد مرور 14 يوما تقريبا أو 15 نسيت تحديدا كم يوما، انقطعت عني، ولم ألاحظ دما، لكن استمررت يعني لم أغتسل بنية انتهاء الحيض، إلا المرة الأولى فقط.
فهل عليّ شيء، أو ما فعلته صحيح!!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد استفتيت -كما ذكرت- من أفتاك بهذا القول، فلا حرج عليك في اتباع قوله، والعمل بفتواه إن كان من أهل العلم الموثوقين؛ لأن هذا هو ما أمرك الله به، وهو سؤال أهل العلم، والعمل بقولهم، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وأما إن أردت معرفة ما نفتي به نحن في هذه المسألة: فاعلمي أن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما عند الجمهور، وهو ما نرجحه، ونفتي به. فما تراه المرأة من الدم يعد حيضا ما لم تزد مدته على خمسة عشر يوما، سواء زاد الدم على مدة عادتها أم لا، ولتنظر الفتوى رقم: 145491، ولبيان ضابط زمن الحيض، انظري الفتوى رقم: 118286.

وإذا علمت هذا، فما دام مجموع الأيام التي رأيت فيها الدم لم يتجاوز خمسة عشر يوما، فإنها جميعها حيض، فإن كنت اغتسلت قبل انقطاع حيضك فلا عبرة بهذا الغسل، والواجب عليك أن تغتسلي مرة أخرى، وعليك في قول الجمهور أن تقضي الصلوات التي وجبت عليك بعد طهرك من الحيض؛ لأنك أديتها على غير طهارة، وفي وجوب القضاء عليك خلاف، انظري لمعرفته الفتوى رقم: 125226، والأحوط القضاء؛ كما ذكرنا.

هذا هو ما نقرره، ونفتي به، ولبيان ما يفعله العامي إذا اختلفت عليه الفتوى، راجعي فتوانا رقم: 169801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني