الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لاستماع الدعاء فضل؟

السؤال

هل من فوائد سماع الدعاء أن الله يرضى عني، ويبارك فيّ، ويوفقني، ويرزقني، ويمسح الذنوب، والمعاصي، والآثام، والفتن، ويزيل الكرب، والهمّ، والحزن، والقلق، والأمراض، ويحمي من كل شر، وغيره؟
فأنا أحب سماع دعاء الشيخ عبد الرحمن السديس: "اللهم اهدنا فيمن هديت"، وأيضًا دعاء العفو، وغيره، وأحب سماعها بعد صلاه الوتر، والقيام، فهل يستجاب لي -جزاكم الله خيرًا-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد سماع الدعاء من غير تأمين على دعاء الداعي لا يعد سامعه داعيًا، وعليه؛ فلا يرد السؤال هل يستجاب له أم لا؟!

وأما المؤمِّن على دعاء غيره فيعتبر بمثابة الداعي؛ قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى في شأن موسى وهارون: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا {يونس:89}: ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمَّن، فنُزّل منزلة من دعا؛ لقوله تعالى: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا. فدل ذلك على أن من أمّن على دعاء كأنما قاله. انتهى.

وفي الدر المنثور للسيوطي: كان موسى يدعو وهارون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان. انتهى.

فإذا كنت تؤمنين بعد سماع دعاء الشيخ عبد الرحمن السديس، أو غيره، فنرجو أن الله يستجيب لك دعاءك.

وإن لم تكوني تؤمنين، وإنما هو مجرد سماع فقط، فليس ذلك بدعاء، ولكن نرجو أن تؤجرين على ذلك، فإنك في طاعة الله -عز وجل-، ولا يبعد أن الله يرضى عنك، ويبارك فيك، وغير ذلك مما ذكرت بسبب هذه الطاعة، فإن رحمة الله واسعة، وفضله عظيم.

وهذا إذا كان الدعاء مباشرًا غير مسجل، وأما إن كان الدعاء مسجلًا: فلا يشرع التأمين عليه؛ فقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: هل إذا سمعت شريطًا صدر قبل سنة أو سنتين فيه شيخ يدعو، هل أؤمن على دعائه؟

فأجابوا: الدعاء، والتأمين عليه عبادة، والمشروع هو التأمين على دعاء الداعي الحاضر، أما الدعاء المسجل على الأشرطة: فلا يشرع التأمين عليه؛ لأنه ليس هناك شخص يدعو له على الحقيقة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني