الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم طلب المسامحة من مشاكل مع الزملاء قبل البلوغ

السؤال

أريد الاعتذار لأصدقائي القديمين، وأشك أن هناك مشاكل بيني وبينهم، وهم كثر، وأغلبهم لا أستطيع التواصل معه، لانقطاع طرق التواصل بيننا، وسوف أعتذر من الأشخاص الذين أتأكد من حدوث مشاكل بيني وبينهم، فهل فعلي هذا صحيح، علما بأن هذه الأشياء قد حدثت قبل البلوغ؟ وهل يكون علي إثم؟ وهل يجب أن أعتذر من جميعهم حتى وإن كنت أشك أنه حصلت بيننا مشكلة؟ أم أعتذر من الذين تأكدت من حصول مشكلة معهم فقط؟ وهل لهم حق علي إذا لم يسامحوني ويحلوني حتى وإن حدثت بيننا مشكلة فعلا؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصبي غير مؤاخذ بما حصل منه قبل البلوغ مما ليس بحق مادي، لما في الحديث: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

قال الحافظ ابن حجر: ذكر ابن حبان أن المراد برفع القلم ترك كتابة الشر عنهم. اهـ.

وعليه؛ فما دامت المشاكل التي أشرت إليها حدثت في الصغر قبل أن تبلغ، فلست مؤاخذا بها، ولا يلزمك أن تعتذر لأصدقائك عنها، وليس لهم حق عليك بشأنها، ولا يستثنى من هذا سوى الحقوق المادية، فإن الصغر وإن أسقط الإثم فيها، فإنه لا يسقط وجوب الضمان، ولا يظهر أن المشاكل التي تشير إليها لها جانب مادي، وبالتالي فلا يلزمك التحلل منها كما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني