الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من كان له دَين على آخر فسدده وطلب منه الباقي، فقال له: لا يوجد وهو يملكه

السؤال

كان لي عند شخص مثلًا: 15ريالًا، وهو لا يجد إلا 20 ريالًا، فطلب مني 5 لكي يعطيني 20، فبحثت في جيبي فلم أجد 5، فقلت له: لا يوجد، مع العلم أنها توجد معي في المحفظة، فأعطاني 20 ريالًا، ثم ذهب، فهل هناك شيء حيث كانت توجد 5 في محفظتي، ولم أعطه إياها، وأخذت 20 كاملة، ولا أستطيع أن أجده الآن؟ وما الحكم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعلم أن عندك خمس ريالات في محفظتك، وتعمدت إخباره بخلاف الواقع، فهذا كذب، ومعلوم أن الكذب من الأخلاق الذميمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، وليس من أخلاق أهل الإيمان، وقد ورد في التحذير منه كثير من نصوص الشرع، وقد ذكرنا طرفًا منها في الفتويين رقم: 26391، ورقم: 3809.

فالواجب التوبة منه، والحذر من الوقوع فيه ثانية، وأما إن كنت قصدت بقولك: لا يوجد ـ أنه لا يوجد في جيبك شيء فحسبُ، ولم تقصد ما في محفظتك، فهذه تورية تنفعك في تجنب الوقوع في الكذب، لكنها ليست جائزة بإطلاق، فقد تجوز، وقد تكره، وقد تمنع، كما أوضحنا في الفتويين رقم: 71299 ، و رقم: 220198.

والظاهر أنها ممنوعة هنا؛ لأنه يتوصل بها إلى أخذ ما لا يحق.

وعلى كل حال؛ إذا كان الشخص ترك لك الريالات الخمس، وتنازل عنها برضاه، وطيب نفس منه، فهي حلال لك، وإن لم يكن كذلك، فعليك السؤال عنه لتعطيه إياها؛ لأنها حقه، فإن تعذر عليك الوصول إليه، فلك أن تتصدق بها عنه بنية ضمانها، بحيث لو وجدته فيما بعد خيرته بين إمضاء الصدقة ويكون أجرها له، وبين إعطائه حقه، ويكون أجر الصدقة لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني