الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الشيطان تهدم الأسرة

السؤال

ذهبت في ليلة للنوم مع الزوجة في غرفة نومنا بعد منتصف الليل وتركت شباك الصالة مفتوحا.... للتهوية، فقالت لي زوجتي لنغلقه، فقلت لها ليس هناك لصوص وما من خوف، لنتركه لتهوية الصالة، وبعد ذلك في الفجر وزوجتي إلى جواري نائمة خرجت من الغرفة للخلاء لأجد الأضواء تشتغل في شقتنا ووجدت شخصا تمكن من الهرب، وكان هناك آثار شخص يدخل من الشباك ولست متأكدا من كونها خرجت من الغرفة أثناء نومي، حيث رأيتها أكثر من مرة تخرج من الغرفة بعد الدخول للنوم، ولا أعرف هل خرجت ذلك اليوم؟ فهل لي أن أسألها هل خرجت من الغرفة أم لا؟ حيث لم يسرق علبة دخان سجائر، وعندما سألتها أجابت أنها عندما نامت سمعت صوت الشباك يفتح ولم تكن متأكدة مما سمعت، وفي وقت آخر أنكرت ذلك أمام الناس وقالت إنها خافت علي، ولم يمر على نومي ثلاث ساعات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ندري إلى ماذا ترمي بسؤالك زوجتك عما إذا كانت خرجت من الغرفة أم لا؟ فإن كان ذلك شكا في أنها فعلت ما يقتضي خيانتها لك، فالأصل سلامتها من هذا الفعل القبيح، وراجع الفتوى رقم: 136427.

والاسترسال مع هذا التفكير أمر خطير، وباب إلى الشر والفساد المستطير، ومدخل للشيطان ليفسد عليك حياتك وهو الحريص على تشتيت الأسر والتفريق بين الأحبة، قال الله عز وجل: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:168}.

وروى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.

وههنا أمر وهو أنك ذكرت أنها من طالبت بإغلاق الشباك وأنت الذي رأيت تركه مفتوحا، فمن أين يأتي الشك إلى قلبك بعد هذا كله؟!.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني