الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية دفع وساوس إعجاب المرأة بالرجال

السؤال

أنا فتاة عمري عشرون سنة، مخطوبة لابن عمي الذي أحبه كثيرا، بل أعشقه، ولا أتخيل حياتي بدونه لحظة، وأنا ملتزمة والحمد لله.
مشكلتي أني كل ما أرى شخصا، أو بالأصح ألمح شخصا؛ -لأني أغض البصر والحمد الله-، تأتيني أفكار بأني معجبة بهذا الشخص وأحبه، ويجب أن أترك خطيبي من أجله، وأنه توجد مشاعر اتجاهه، أكره هذه الأفكار بشدة، لا أدري لماذا تأتيني هذه الأفكار، فأنا أحب خطيبي أكثر من أي شيء، أحاول أن أتجاهلها لكن دون فائدة. أفكر في الانتحار أحيانا، وأشعر بتأنيب الضمير تجاه خطيبي.
ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على استقامتك على طاعة الله تبارك وتعالى، وعلى حرصك على غض البصر، ونسأله أن يحفظ، ويحفظ لك دينك، وأن ييسر لك أمر الزواج بمنه، وكرمه تعالى.

وهذه الأفكار لا تعدو أن تكون من تسويل الشيطان في الغالب، فمن مكائده أنه يحرص على تنكيد حياة المسلم، وإدخال الحزن على نفسه، كما قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المجادلة:10}.

فلا تلتفتي إلى هذه الهواجس، بل دافعيها، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فهو الذي يحمي، ويجير من شره، فقد قال عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}.

وإن كان تفكيرك في الانتحار لأجل هذه الخواطر، فهذا أمر عجيب، فالحياة أغلى من أن يضحي المسلم بها لأجل هذا، والدين أثمن من أن يضيعه لأجلها، فبعد الانتحار، الانتقال إلى دار الشقاء والبوار، وانظري في خطورة عاقبته، الفتوى رقم: 10397.

وإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فننصح بالمبادرة إلى إتمام الزواج، فهذا من الخير، وقد قال الله سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}.

هذا، إضافة إلى ما في الزواج من مصالح، قد تفوت بسبب العوارض التي قد تعرض للمسلم من الموت، وغيره، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 239506.

ويتأكد أمر المسارعة للزواج في حق المتحابين، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
نسأل الله أن يوفق إلى إتمام الزواج، ولكن إن لم يتم، فلا تستشعري أن هذا نهاية الحياة، فما يدريك أن يكون في زواجك منه خير، ففوضي الأمر إلى ربك، وسليه الزوج الصالح، الذي تسعدين معه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وعلاج العشق ميسور بإذن الله، وقد ضمنا الفتوى رقم: 9360 شيئا من سبله، فراجعيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني