الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشجيع الأولاد بالجوائز لحثهم على القيام بالقربات

السؤال

ما رأيكم في من يربي بطريقة المعاوضة في الأمور الدينية؟ مثل إذا صليت أعطيك هدية، أو إذا سمعت اليوم تلعب كرة القدم، وغيرها، وهل يستفاد من قصة ابن عمر عندما كان يعتق عبيده عندما يصلون، وقد قال له بعض الناس: إنهم يتصنعون هذا أمامه، فقال: من يخدعنا في الله انخدعنا له، وآسف إذا كانت القصة ليست بالنص. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا بأس بتشجيع الأولاد، ومنحهم الجوائز، والهدايا؛ لحثهم على القيام بالقربات، والطاعات من صلاة، وحفظ للقرآن، وغير ذلك مع توجيههم إلى طلب الثواب من الله تعالى، وتعليمهم الإخلاص، وراجع في هذا فتوانا رقم: 242503.

وهكذا أيضًا مقايضة السماح لهم باللعب بإنجاز، وتسميع المطلوب منهم حفظه، فهذا ونحوه لا بأس به شرعًا، وهو أسلوب تربوي مقبول، وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 310465.

وأما قصة ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فسياقها مختلف قليلًا عن هذا الموضوع؛ لأنه لم يكن يطلب منهم فعل الطاعات لكي يعتقهم، وإنما كان يفعل ذلك لإعجابه بمن يلتزم منهم، حيث إن ديدنه -رضي الله عنه- أن يتقرب إلى الله بما أحب من ماله؛ امتثالًا لقول الله تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ {آل عمران:92}.

يقول ابن كثير في البداية والنهاية: وَكَانَ إِذَا أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنْ ماله يتقرب بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ عَبِيدُهُ قَدْ عَرَفُوا ذَلِكَ مِنْهُ، فَرُبَّمَا لَزِمَ أَحَدُهُمُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَعْتَقَهُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَخْدَعُونَكَ، فَيَقُولُ: من خدعنا للَّه انْخَدَعْنَا لَهُ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني