الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من خدع غيره وحادثه على أنه بنت وصور محادثاته ونشرها على الناس

السؤال

أنا أنشأت حسابا، وجعلت نفسي بنتا، وقمت بالتحدث مع معلمي، واكتشفت أنه يتكلم مع بنات إلخ، وقمت بتصوير محادثتنا وأرسلتها لأصدقائي، بعد ذلك أخبرته أني ولد، ومرة أخرى أنشأت حسابا وجعلت نفسي طالبا من المدرسة، وقمت بفعل نفس الشيء، واكتشفت حسب كلامه أنه سوف يفعل أشياء مع هذا الطالب، وقال لي إذا أنت هو فعلا سلم علي في الصباح، وفي الصباح وجدته وقف بعد انتهاء الطابور عند الباب، وبعد أن عدت أخبرته أني طالب من طلابه إلخ، بعد فترة عدت وكتبت له كلام وأبرأت ذمتي من كل شيء حرام أخبرته به، وطلبت منه السماح، ولكن بدأ يتكلم كلاما مخلا معي، ويجرني إلى أشياء محرمة، فقلت له هل تسامحني أم لا؟ وقام بوضع شروط وأراد أن يسحبني لأشياء حرام، فقلت له إني أبرأت ذمتي من الأشياء الحرام التي أخبرتك بها، وأنت لا تريد أن تسامحني وحذفته وخرجت من المحادثة.
لدي بعض الأسئلة الآن:
1ـ: هل يجب علي أن أخبر أصدقائي بأن يستروا عليه، ويحذفوا صور المحادثات التي أرسلتها، ويحذفوا الصور المخلة التي أرسلها لنفسه، علما بأني تبت وأبرأت ذمتي من كل شيء حرام أخبرتهم به، فهل هذا يدخل من ضمنها أم أنه يجب أن أخبرهم بأن يستروا عليه، ويحذفوا صور المحادثات التي أرسلتها لهم، والتي كانت بيني وبينه، وأن يحذفوا الصور المخلة التي أرسلها لنفسه؟ علما بأنها قد تسبب لي مشاكل فماذا أفعل؟ أم أن التوبة تكفي وأسكت عن هذا الموضوع؟
2ـ: هل له حق علي؟ وهل يجب أن يسامحني أم أنه ليس له حق علي؟ ولا يهم إن سامحني أم لا؟
3ـ: هل لو أن أصدقائي فضحوا أمره الإثم يكون علي؟
4ـ: هل لو حدث بينه وبين فتيات أشياء حرام وزنا معهن أو فعل أشياء حراما مع الطلاب الذين ذكرت أسماءهم له يكون الإثم علي؟ علما بأني نصحته بالتوبة، وأبرأت ذمتي من هذه الأشياء الحرام التي أخبرته بها، فهل يكون الإثم علي أم أنه لا شيء علي إذا كنت نصحته؟ (أعلم أني وضعت أكثر من سؤال ولكن جميعها مرتبطة بنفس الفتوى ولا يمكن فصلها لذلك أرجو أن تجيبوا عليها كلها حتى تريحوني؛ لأني موسوس ولم أجد الأجوبة الكافية عليها) وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية الخطأ كان من جهة هذه الحيلة والخديعة التي قمت بها مع معلمك بالتظاهر بأنك بنت، وإن كنت تقصد بذلك تتبع عيوبه، فإنه متضمن للتجسس عليه، والتجسس محرم بدلالة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع فتوانا رقم: 16126، وفتوانا رقم: 3809، وما ذكرناه هنا يشمل أيضا ما قمت به من تمثيل نفسك طالبا معينا ـ فيما يظهر ـ من طلابه متجسساً بذلك عليه.

ولا ريب في أنه تجب التوبة من مثل هذا، وشروط التوبة مضمنة في الفتوى رقم: 29785، ومن تمام التوبة أن تستسمحه فيما وقع منك من خداع له، فإن لم يبرئك فأكثر من الدعاء له بخير عسى الله تعالى أن يرضيه عنك في الدنيا أو الآخرة.

ويجب عليك نصح أصدقائك بأن يتقوا الله، ولا يعملوا على نشر صور هذه المحادثات، فإن فعلت واستمروا على ما هم عليه من نشرها فنرجو أن لا تلحقك تبعة ذلك ـ إن شاء الله ـ وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 25575، والفتوى رقم: 124586، وكذلك الحال فيما لو قدر أن ارتكب هذا المعلم شيئا من المخالفات الشرعية مع فتيات فلا تأثم به.

ونوصيك بالسير في طريق الاستقامة والعمل بما ينفعك في دنياك وأخراك، واحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار، ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928.

ولمعرفة السبيل لعلاج الوساوس والتخلص منها راجع الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني