الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبالغة في التنعم مخالف لهدي السلف الصالح

السؤال

لو أني أملك مبلغ 10000 دينار واشتريت ب 600 دينار كبوت أو جاكيت فهل ذلك إسراف وتبذير حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى جعل المال بيد الإنسان وديعة وجعله خليفة فيه، كما قال الله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد:7]. فعلى المسلم أن يعلم أن ما آتاه الله تعالى من نعمة المال يعتبر ابتلاء له، هل يؤدي شكر نعمة الله تعالى فيه وينفق في وجوه الخير، أم يضرب فيه يميناً وشمالاً ولا يُراعي حقوق الله تعالى فيه. كما ينبغي أن يعلم أن الله تعالى سائله عن وجوه اكتساب المال ووجوه إنفاقه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواه البزار والطبراني والدارمي والترمذي وقال: حسن صحيح. والمبالغة في التنعم بأنواع ملذات الدينا وشهواتها مخالف لهدي السلف الصالح، وسبب لنقصان درجة الإنسان عند الله تعالى يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال له: وإياك التنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. رواه الإمام أحمد كما في مشكاة المصابيح، وأخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة. وعن ابن عمر قال: لا يصيب أحد من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريماً. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وهو أيضاً في شعب الإيمان، وللمزيد من الفائدة في الموضوع يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 17775. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني