الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع من ظاهره الصلاح ويخفي أعمالا سيئة

السؤال

أنا فتاة في العشرين من العمر، ومنذ فترة أصبت بصدمة تجاه امرأة أعرفها كل المعرفة، فهي ملتزمة ومحافظة على صلواتها، وتحفظ بعض الأجزاء من القرآن، وألجأ إليها في بعض الأمور الدينية، وقد أخبرت عنها أنها تقوم بأفعال سيئة ومحرمة في ديننا، وأنا أثق كل الثقة بالأشخاص الذين أخبروني بأمرها، وبصدق كلامهم، ويجب علي الكتمان. فهل من الممكن أن يكون هناك إنسان يحمل بالداخل أعمالا سيئة وفي الظاهر يكون متدينا؟ وهل هذا الأمر الذي بها قد يكون مرضا نفسيا أو عقليا؟ لأنه شيء لا يصدق!! وهل يجتمع حفظ القرآن مع أمور لا يصح الحديث عنها، وأحيانا يأتي بخاطري سوء ظن تجاهها، فهل أحاسب عليها؟ وكيف أتعامل معها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يخلط الإنسان عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وقد يخالف باطنه ظاهره، لكن السرائر أمرها إلى الله، ونحن مطالبون بالتعامل مع الناس وفق ما يظهر لنا منهم، ولا نتكلف البحث عن ضمائرهم، ولا نتتبع عوراتهم ونلتمس عثراتهم، بل علينا إحسان الظن بهم والتماس الأعذار لهم، وحمل ما يظهر منهم على أحسن الوجوه، وإذا ظهر لنا منهم زلة فعلينا سترها عن الناس إلا لمصلحة شرعية، فإن كان هؤلاء الناس أخبروك عن المرأة بسوء لغير مصلحة شرعية، فهم آثمون، وقد كان عليك أن تنكري عليهم، وتدفعي عن عرض المرأة، وأما إن كانوا أخبروك بذلك لمصلحة كالتحذير من الشر أو الاستعانة على تغيير المنكر ونحو ذلك، فخذي حذرك من غير أن تغتابي المرأة أو تسيئي الظن بها، وراجعي الفتوى رقم: 6710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني