الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الصلاة بسبب الوساوس

السؤال

بداية: كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات بإذن الله. لدي موضوع أريد الاستفسار عنه، وأتمنى أن تفيدوني بالجواب الشافي الكافي.
أنا فتاة كنت حريصة على صلاتي حرصا شديدا، وأحرص على أن أصليها في وقتها، وأن لا أغلط فيها أبدا، لدرجة أنه أصابني الوسواس القهري الشديد الذي جعلني أترك الصلاة بعد معاناة شديدة، ومحاولات عدة لإصلاح الحال، ولكن بدون جدوى. وكانت تأتيني فترات بعدها أصلي أحيانا نادرة. وغالب الوقت لا أصلي. ثم أتتني فترة لا أصلي أبدا. وهكذا.
وقد كنت يوما أغتسل من الحيض، وأقول لنفسي: سأصلي إن تأكدت أني طهرت. وذلك تهدئة لنفسي؛ لأني كنت سأسافر يومها، وخفت أن أموت في الطائرة وأنا لا أصلي. كنت أقول هذا الكلام لتهدئة نفسي، وأقول إذا وصلت سوف أغتسل مرة أخرى للاحتياط، وأصلي. وأنا في خاطري أقول هذا لتهدئة نفسي، مع أني كنت أعلم بطهري، ولكن أحببت أن أؤخر الموضوع حتى يكون عذرا لي. ولكن عندما وصلت هناك قررت أن لا أغتسل، ولا أصلي (الظهر والعصر، وعندما وصلت أذن للمغرب والعشاء تركتهما أيضا) وسبحان الله. كنت في قلبي أنوي ترك الصلاة، ولكن وصلني فيديو من أحد الأشخاص على هاتفي. فيديو يتحدث عن أهمية الصلاة، وعقوبة تاركها. سبحان الله كأن هذا الشخص يعلم بحالي. ولقد وصلني الساعة 2 صباحا. فاتعظت من الفيديو كثيرا، وحزنت على حالي، فقلت سوف أبدأ أصلي من الفجر بإذن الله تعالى، وفعلا رجعت أصلي، ولكن بدون أن أغتسل؛ لأنني قلت في نفسي: (لقد اغتسلت وقت الظهيرة، فلن أعيد الاغتسال). والحمد لله مرَّ أسبوع وأنا محافظة على الصلاة، ولكن جاء يوم أتتني فيه وسوسة شديدة، لدرجة أني قلت لنفسي مرة أخرى "لن أصلي" وانتكست حالتي مجددا. وجلست يوما كاملا لم أصل فيه. ثم اتعظت، وانتبهت لنفسي، وقلت لا يجوز هذا، وخفت ربي. وشيئا فشيئا أصبحت محافظة على الصلاة، ولله الحمد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196. واعلمي أن تضييع الصلاة إثم عظيم، وجرم جسيم، لا يجوز لمسلم الإقدام عليه بحال؛ وانظري الفتوى رقم: 130853.

وقد كان يجب عليك أن تصلي على حسب حالك، ولا يمنعك السفر ولا غيره من الصلاة، وأما الوسوسة في عودة الحيض، فلا أصل لها، ولا ينبغي الاسترسال معها. فما دمت قد تحققت الطهر، لم يحكم بعودة الحيض إلا بيقين جازم، فيجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما أقدمت عليه من الذنب، وأن تستمري في الحفاظ على الصلاة، ولا تضيعيها البتة، وأن تجاهدي الوساوس، وتعرضي عنها، ولا تسترسلي معها، وفي قضاء الصلاة التي تركتها عمدا، خلاف بين العلماء، والأحوط قضاؤها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني