الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رد السخرية على صاحبها وغضبه من ذلك

السؤال

عندي زميل لا أعرفه معرفة شخصية، وإنما في جروب على الإنترنت، وقد استهزأ بنا نحن كمجموعة في موضوع معين، فصورت التعليق ونشرته على الإنترنت، ورددت عليه السخرية، فغضب وقال إنه لن يسامح من فعل ذلك إلى يوم القيامة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أستغفر الله ونادم جدا، وحزين وأتصدق من أجله وأدعو له في الغيب، فهل يجزئ ذلك عني؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل قد سخر منكم، فقد أساء بذلك، فقد جاء الشرع الحكيم بالنهي عن السخرية، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ{الحجرات:11}.

وإذا كان ردك عليه بنحو ما صدر عنه من سخرية وفي الإطار الذي سخر منكم فيه، فليس عليك شيء في ذلك، قال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ {الشورى:41}.

وإن تجاوزت الحد في ذلك، فقد أسأت وظلمت، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 272629، والأرقام المحال عليها.

وإن لم يسامحك فالإكثار من الدعاء والاستغفار له هو المطلوب، عسى الله تعالى أن يرضيه عنك، ونرجو أن يحقق لك ذلك، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 223216، ورقم: 245449.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني