الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخبط الناشيء عن الوسوسة لا عبرة به

السؤال

هل التفكير بتحريك اللسان دون صدور صوت يعتبر من حديث النفس؟ فقد حدث معي ذات مرة أن فكرت هل يخلد الكفار في النار؟ ثم أجبت نفسي بنعم، فشعرت بعدها أنه ليس لي أن أقول ذلك، وأن هذا بيد الله، وبعدها شعرت أنني أخطأت، فبحثت عن ذلك فوجدت أنهم يخلدون، فهل علي إثم في تخبطي في التفكير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من سؤالك أنك تعاني من تسلط الشيطان عليك بوساوسه، ونحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها وننصحك بمجاهدتها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

واعلم أن الله تعالى بواسع رحمته قد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم، ومجرد تحريك اللسان لا يسمى كلامًا حتى تخرج الحروف من مخارجها، وحتى لو فرض أن الشخص تكلم بما يؤاخذ به، وكان كلامه هذا ناشئًا عن الوسوسة، فإنه لا عبرة بذلك، لأنه في معنى المكره، والمكره غير مؤاخذ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه أحمد، وغيره.

وانظر الفتوى رقم: 51601.

فدع عنك هذا التخبط وهذه الوساوس، ولا تعبأ بها، ولا تسترسل معها، بل جاهدها واسْعَ في التخلص منها بكل ممكن. نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني