الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يقع في الغيبة وكلما تاب يعود لها

السؤال

منذ زمان وأنا أتمنى أن أسأكم، وفي كل مرة أجد الأسئلة مغلقة، أخيرا وجدتها مفتوحة.
عندي مشكلة أني كنت أغتاب الناس كثيرا، فتبت، واستغفرت، وكلما تبت أعود وأغتاب مرة أخرى.
عمري 17 عاما.
هل لو تبت يجب طلب السماح من كل من اغتبتهم؟
من المؤكد أنهم سيغضبون مني، ويمكن ألا أصل لهم.
ماذا أفعل؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد حرّم الله الغيبة، وصور فاعلها في صورة بشعة، قال تعالى: .. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ { الحجرات:12}
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الغيبة، ولا يثنيك عن التوبة تكرر وقوعك في الغيبة بعد التوبة، فإنّ التوبة الصحيحة مقبولة ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222 }.

قال ابن كثير -رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه. تفسير ابن كثير.

والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، واستحلال صاحب الحقّ، لكن إذا تعذر استحلال المغتاب، أو ترتب على استحلاله مفسدة، فتكفيك التوبة فيما بينك وبين الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 18180، والفتوى رقم: 265081.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني