الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لو كذبت كذبة، واستمع لها ناس كثيرون. هل أكسب ذنب كل المستمعين؟
ولو كانت الكذبة مزحة أي لا أحد سيصدقها، وأنا أعلم أن الكذب في المزح حرام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالكذب محرم، سواء كان في المزح أو غيره، ويختلف حكم الكذب بحسب ما وقع فيه الكذب، وقد فصلنا القول في هذا، في الفتوى رقم: 196943.

وربما زاد إثم الكاذب بكثرة من تأثر بكذبته، واستمع إليها؛ لأن ذلك أدعى لنشرها في الناس، وقد يدل لذلك حديث سمرة المخرج في صحيح البخاري، وفيه: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتياني، قَالا: الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ، تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قال ابن الملقن: وأخبر -عليه السلام- في حديث سمرة بعقوبة الكاذب الذي يبلغ كذبه الآفاق، أنه يشق شدقه في النار إلى يوم القيامة، فعوقب في موضع المعصية، وهو فمه الذي كذب به. انتهى.

وعلى كل حال، فالواجب على من كذب أن يتقي الله تعالى، ويتوب إليه، وأن يرد الحق لمستحقه إن كان ترتب على كذبه أخذ لحق الغير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني