الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في خروج المذي

السؤال

أنا مصابة بالوسواس، وكان معي وسواس في الطهارة والصلاة، وفي التوحيد، وكنت أحسد الناس، وأرائي بأعمالي.
والحمد لله، شفاني الله منذ فترة طويلة، لكن من فترة إلى فترة أتعب.
والآن أريد أن أكون على يقين، وأترك كل الوساوس.
سؤالي يا شيخ: هل المذي ينزل حتى لو خطرت ببالي فكرة، ولم أمض وقتا وأنا أفكر فيها؟
وهل ينزل المذي بمجرد ما إذا ظهر شيء سيئ في الفيديو، وتركته على الفور؟
تعبت يا شيخ، والوسواس القهري يجعلني أفكر، وأنا لا أريد أن أفكر.
فهل في هذا الحال يجب أن أفتش عن وجود المذي؟
قرأت في الفتوى السابقة، أن علي أن أتيقن أولا، وأبعد الشك.
ولكن كيف أتيقن وأنا لم أفتش؟ والمذي لا يشعر بنزوله؟
أصبحت أفتش كلما خطرت ببالي فكرة، أو سمعت كلاما فيه مدح، أو عبارات حب من صديقتي، وهو من فتاة.
فكيف لي أن يحدث هذا معي؟
أرجوك يا شيخ ساعدني. أريد أن أكون على يقين.
وهل صحيح أن المذي لا ينزل إلا إذا استغرق وقتا، وهو من خمس إلى ست دقائق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تجتنبي الوساوس بكل أنواعها، ومختلف أشكالها؛ فإنه لا علاج للوساوس سوى تجاهلها، والإعراض عنها، والغالب أن مجرد رؤية شيء، أو سماع كلمة، أو خطور فكرة بالقلب ثم دفعها، لا ينشأ عنه خروج المذي، وإنما يخرج المذي كما قال العلماء عند فتور الشهوة، بلا شهوة، أي إذا وجدت الشهوة، ثم فترت، خرج المذي غالبا، وليس لهذا مدة معينة، ولكنه لا يكون بمجرد سماع كلمة، أو خطور فكرة بالقلب، أو نحو ذلك.

فتجاهلي هذه الوساوس كلها، واعلمي أنها من تلبيس الشيطان عليك، ومكره بك، ولا تفتشي إذا شككت هل خرج منك المذي أو لا، بل ابني على الأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء، ومهما شككت في خروج شيء، فلا تلتفتي إلى هذا الشك، بل تجاهليه تماما، واعملي بالأصل، وهو عدم خروج شيء حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المذي أو غيره، ولبيان كيفية تطهير المذي، انظري الفتوى رقم: 50657.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني