الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تصح توبة بدون ندم

السؤال

أشكركم على ما تقدمونه من خير للمسلمين، وأود أن أستفسر عن كيفية تحقيق الندم المطلوب للتوبة، فأنا شاب أحاول الالتزام بالصلاة منذ فترة، ولكنني لم أستطع حتى الآن، وكلما أحاول التوبة الصادقة لا أجد الندم المطلوب خصوصا بسبب تركي للصلاة بشكل شبه يومي مما جعل تحقيق الندم أمر صعب جدا، لأنني كلما تكاسلت عن الصلاة أقول سأتوب لاحقا بإذن الله، فلا أجد الندم والحسرة وتمني أن يعود بي الزمن لأصلي، ولعل أحد الأسباب الرئيسية هو إحساسي أن الله لم يتب علي، فماذا يفعل الإنسان إذا تذكر عظمة ذنبه وعظمة الله تعالى، ولكنه مع ذلك لم يجد الندم المطلوب؟ وهل اتخاذه هذه الأسباب كاف حتى لو لم يحس بالألم القلبي أو تأنيب الضمير؟.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالندم ركن من أركان التوبة لا تصح التوبة إلا به، وقد بينا كيفية تحصيله في الفتوى رقم: 134518.

واعلم ـ هداك الله ـ أنك بتفريطك في صلاتك على خطر عظيم، فإن ترك الصلاة الواحدة حتى يخرج وقتها أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وهو كفر عند بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 130853.

ولو قيل بأنه كفر فلا يقبل من صاحب هذا الذنب صرف ولا عدل، ولا يثاب على شيء من طاعاته وعباداته التي يفعلها نسأل الله العافية، فتدارك نفسك عبد الله قبل فوات الأوان، وتب إلى ربك قبل أن يفجأك الموت، فتندم ولات ساعة مندم. والتزم طاعة ربك واستقم على شرعه من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، نسأل الله أن يرزقك التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني