الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأخوة القائمة على التقوى خير ما يحوزه المرء

السؤال

لي صديقتان كانتا متعاونتين على الشر دائما، وبعد مدة تابتا ولكن عادتا إلى المعاصي وتابتا مرة أخرى ولكن عادتا إليها من جديد، ومنذ فترة قصيرة سمعت أنهما بسبب كثرة عودتهما إلى المعاصي، ولكن أرادت كل واحدة منهما وبصدق أن تصلح ما في الأخرى فأصبحتا تحفظان القرآن وتقرآنه فيما بينهما، وأصبحت مكالماتهما الهاتفية لا تخلو من اسم الله والخوف منه، هل صداقتهما جائزه أم لا؟ هل تستطيعان بعد مشيئة الله أن تستمرا أم يجب على كل واحدة منهما ترك الأخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيقول الحق تبارك وتعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67]. ويقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله عند البخاري ومسلم: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه... وينطبق هذا الوصف والوعد بالثواب عليه على كل مسلمَيْن تحابا في الله، فما دامت هاتان الفتاتان قد تابتا توبة نصوحاً، وأصلحتا وصار حالهما ما ذكر في السؤال فصداقتهما صحيحة، وعسى أن تكون كفارة لهما عما سلف من المعاصي، فعليهما أن تتعاونا على البر والتقوى، وأن تبتعدا عن ارتكاب المحرمات، ولكن إن عاد اجتماعهما سبباً للتعاون على الآثام فالواجب أن تفترقا. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني