الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من حلفت ونذرت عدة مرات صوم أيام لترك الاستمناء وحنثت

السؤال

أرسلت لكم قبل فترة رسائل كثيرة لكنكم أحلتموني لفتاوى أخرى لم تجب عن أسئلتي للآن. فأنا كنت قد حلفت بالله أن لا أستمني مجددا، وكانت طريقتي هي التفكير بالجماع والضغط بالفرج حتى تزول الشهوة . وحلفت أنه إذا عدت لذلك أن أصوم ثلاثة أيام عن كل مرة، أي: يمين ونذر. والحمدلله امتنعت عن هذا سنوات، لكنني وقعت وحنثت ثلاث مرات، فما الواجب هنا ؟ ومؤخرا بعد الكلام مع خطيبي تنتابني أفكار جماع أسترسل فيها، وقد يتلامس فخذي لكن ليس بالضغط على الفرج، كما كنت أفعل قبل سنوات قبل النذر. فهل الاسترسال بالتفكير والإنزال مع ما قد يحصل من تلامس للفخذ أو الأرجل يعد حنثا ؟ مع الأرجح أنني حين حلفت ونذرت كان عن العادة بالضغط على الفرج حتى تزول الشهوة . لكن باسترسالي بالتفكير أحيانا كثيرة لا تزول الشهوة، ويعلم الله أنني أحاول جاهدا منع نفسي لكن كلما اقترب الزواج كلما سيطرت علي هذه الأفكار أكثر .علما أنني في المرات التي حنثت فيها لم أصم حتى الآن بسبب المرض، وأشك إن كان نذري يقضى بالصوم على الفور أو دون تحديد . ولو كان الاسترسال في التفكير يعد حنثا ويقتضي أن أصوم . فالأيام التي فكرت فيها كثيرة ولا أتذكرها. أرجو إفادتي بشكل نهائي . وشكرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فان كل حركة بالجسم يحصل بها خروج المني تعتبر من الاستمناء المحرم، وبناء عليه يُعلَم أن خروج المني بالاسترسال في التفكير مع حركات الفخذين أو الأرجل يحصل به الحنث والاستمناء المحرم.

وأما عن مسألة الحلف والنذر فإنك قد حلفت يمينين: حلفت على ترك معصية الاستمناء، وهذا الحلف يلزم الوفاء به، ويلزم عند الحنث كفارة يمين واحدة، ولو تكرر فعل ذلك الشيء؛ لأن اليمين على فعل واحد أو ترك شيء واحد، ولو تكرر الحنث ليس فيها إلا كفارة واحدة .

وأما اليمين الثانية: فقد صرحت فيها بالحلف على صوم ثلاثه أيام عن كل مرة، ولم تذكري نذرا، وبناء عليه فانه يعتبر يمينا يلزم الوفاء به إلا إذا كنت نويت به النذر فيعتبر من النذر الذي الذي يسميه أهل العلم نذر اللجاج والغضب، وصاحبه مخير بين الوفاء به وبين كفارة اليمين، على الراجح من قول جمهور العلماء، فإذا كنت لم تصومي بسبب المرض فتجزئك كفارة اليمين عن هذا النذر، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 30392، 78902، 12399، 75629 ، 17466.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني