الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الدنيا يمر علينا أناس لا نستطيع نسيانهم مهما حدث، منهم الصديق الحق، فو الله الذي لا إله إلا هو، كلمة صديق أقل في حقه، فهو الأخ الذي لم تلده أمي، فنعم الأخ، ونعم الصاحب، ولله الحمد علاقتي الاجتماعية جيدة، ولدي أصدقاء متميزون، ولكن هذا الشخص هو الوحيد الذي تعلق به قلبي، ولكن قدر الله سبحان أن انتقلت عن الحي الذي هو فيه، ويشهد الله أني لم "أنسه" فهو في الحقيقه صعب "النسيان" ولكني انشغلت عنه فترة طويلة، 3 سنوت، بحكم الدراسة الجامعية، وقلبي يتقطع شوقا لكي أزوره، ولكني أخاف أن يسألني هذا السؤال:"أين كنت هذه الفترة، وأنت تعرفني، وتعرف مكاني؟" كيف سيكون ردي؟ هل كلمة انشغلت تنفع!!
وكيف سأرد عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالصداقة والمحبة بين المسلمين، مقصد عظيم من مقاصد الإسلام، فلا يصحب الإنسان إلا الأخيار الأتقياء، ممن وطنوا أنفسهم على الطاعة، والتزموا بمنهج الدين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود, وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.
والمحبة في الله هي الباقية، وغيرها ينقلب إلى عداوة وبغضاء، كما قال الله تعالى: الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}، وقوله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {الفرقان:27-28}.

وقد ذكرنا صفات الصديق الصالح، في الفتوى رقم: 248062.

فإذا كان صديقك ممن ترضى صحبته, فينبغي أن تتواصل معه بقدر الاستطاعة, وإذا عاتبك لعدم زيارته, فبإمكانك أن تعتذر بمشاغل الدراسة, أو نحو ذلك, ولاحرج عليك، ونظن أنه سيقبل عذرك إن شاء الله تعالى.

وقد أصدرنا عدة فتاوى في التحذير من صحبة رفقاء السوء، وبيان ضررهم على المسلم في دينه، ودنياه، كالفتوى رقم: 49072، والفتوى رقم: 249142.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني