الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق التوبة من المعاصي والشهوة

السؤال

شيخنا ومرشدنا: أنا شاب أو مراهق إن صح التعبير، عمري 17 سنة، وأنا كمعظم الشباب مبتلى بالاستمناء الذي كان وأصبح، وأخشى أن يكون هاجسا لي، أدمنته منذ 3 سنوات، وما زلت الآن فيه، أثر في حياتي وصحتي، وأكثر ما يؤلمني دراستي، والبعد عن شرع الله الذي فيه صلاح النفس والبدن. لاحظت أن مستواي الدراسي قد تدنى بشكل رهيب جدا؛ لأني كنت أحصل على علامات ممتازة، وأنال المرتبة الأولى على مستوى الثانوية، لكن الآن يا شيخ بالله عليك معدلات ونقاط كارثية، بحثت في الإنترنت عن كيفية الابتعاد عن هاته الرذيلة، فوجدت طرقا عملية وغيرها، ولكن سرعان ما تنقضي الحماسة؛ لأنه ليست لدي إرادة قوية، عند الوقوع في هاته الرذيلة، أترك كل شيء من صلاة، ومن عبادة، وأذهب وراء شهوتي، ولكني سرعان ما أندم على وضعي وحالي، وأتحمس لتنظيم الوقت للدراسة، والعبادات، وتعلم اللغات بنية استخدامها في الدعوة إلى الله، وأجد ما يكفي لملء الفراغ بما يفيد، ولكن عندما أعود لا أتذكر شيئا أضافته، قرأت فتاوى، و سمعت الكلام المتكرر لكن قلبي ميت، إذا عظمت شهوتي لا يوجد شيء يوقفني لممارسة العادة السرية، لا طموحاتي، ولا مشاهدة فيديوهات تعرض ضرر العادة السرية، ولا أي شيء، ولكن عندما أذنب صدقني يتقطع قلبي لو كنت أعود وأتوب من اللحظة التي أذنب فيها لنجوت، وحتى لو حاولت فإني لا البث إلا ساعات وأعود.
يا شيخ مشكلة الشباب ليس في إدمان العادة السرية بحد ذاته، وإنما هو ضعف إرادته، وقلة عزمه على الرجوع مثلي تماما، فقرأت وبحثت عن وسائل الثبات على التوبة وخاصة من هذا الموقع المبارك، وجدت ما يكفي ولكن بلا جدوى، أقرأ ولا أفقه، بدأت أيأس ليس من رحمة الله وإنما من عزمي على التوبة، فمستقبلي مرهون على طاعة الله؛ لأني خلقت لأسعد بطاعة الله فإن فعلت أفلحت في الدراسة والعمل وكل شيء، لا يزال قلبي مملوءا ومتفطرا، لست أنا فقط.
أرجو إجابة واضحة ومؤثرة، وخاصة في التوبة بعد الذنب مباشرة، فربما أحمل معاناة من لا يستطيع طرق أبوابكم، وبذلك تكون صدقة جارية.
وبارك الله فيكم، ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك الهداية، والسلامة من الزيغ والغواية، وقد أشبعنا الكلام في فتاوى كثيرة جدا حول ما سألت عنه، بما يغني عن مزيد من القول هاهنا.

واعلم أن علاج الوقوع في حمأة المعاصي، لا يحتاج إلى معلومات تسرد، بقدر الحاجة إلى إرادة وعزيمة صادقة، فالعلاج معروف لا يكاد يجهله أحد، لكن الشأن كل الشأن في الأخذ بالعلاج والعمل به! ومع هذا فلا مانع من أن يلتمس الشخص واعظا يذكره بما غفل عنه، والذي نوصيك به على كال حال: هو أن تبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالندم والاستغفار لما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنوب، وعقد العزم على عدم الأوبة للذنوب مرة أخرى، وعليك أن تحسن ظنك بالله، وأن تتضرع إليه سبحانه بأن يمن عليك بتوبة نصوح، واحذر اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته؛ فإنها من كبائر الإثم، ولتستيقن أنه لا كاشف لما بك إلا الله وحده، فلا جدوى من الشكوى إلى غيره، فنوصيك بالاستعانة بالله تعالى، وإظهار الفاقة إليه، إذ لا سبيل لك إلى هداية، أو إنابة إلا بمعونته وفضله، وأعقب إساءتك بإحسان وطاعة تكون كفارة لها، وحافظ على الصلات الفرائض بخشوعها، فهي سياج حصين عن الوقوع في ما يكره الله، واتخذ رفقة صالحة تعينك إن ذكرت، وتذكرك إن غفلت، وأقبل على كتاب الله استماعا وتلاوة، وتدبرا فهو نور الصدور، وشفاء القلوب.
وراجع لتفصيل الكلام عن التوبة، ووسائل إصلاح القلب، والثبات، وتقوية الإيمان الفتاوى أرقام: 111852،10800، 18074، 142679، 115527،136724، 15219.

وراجع حول العادة السرية، ووسائل التخلص منها، الفتوى رقم: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني