الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يتسخط على أقدار الله

السؤال

عادة أتذمر من وضعي السيئ وألعنه، ولم أكن أرى هذا خروجا عن الدين، واليوم كنت غاضبة وفي حالة سيئة جدا، فقلت: الوضع سيئ مع رفع رأسي إلى السماء، وكأنني قلت: الوضع سيئ يا ربي، فأحسست بداخلي أنني تذمرت من قدر الله أو من الله، ولا أدري إن كنت بكامل وعيي في تلك اللحظة، فهل هذا كفر؟ وماذا علي أن أفعل؟ أشعر بالاكتئاب، لأنني افتتحت العام الجديد بمعصية كبيرة، فكيف أتخلص من الغضب لأنه يدمر حياتي؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الاعتراض على المقادير وتسخطها أمر منكر لا يليق بمسلم، فالمؤمن يعلم ويوقن بأن قضاء الله كله خير، ويصبر لحكم الله تعالى، وإن كان فيه ما يكره، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}.

قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

وهذا التذمر والتسخط وإن كان محرما ممنوعا منه، لكنه لا يصل إلى حد الكفر، ولتنظر الفتوى رقم: 93293.

ومن ثم، فعليك أن تتوبي إلى الله من هذا التذمر والتسخط، وتوطني نفسك على الصبر لحكم الله والرضا بقضاء الله، ويعينك على ذلك أن تعلمي أن لله في كل ما يقدره ويقضيه حكمة بالغة، وأن العبد قد يصيبه المكروه وفي طياته المحبوب والعكس، وإنما يعلم الله وحده مآلات الأمور، فابرئي من الحول والقوة واعتصمي بحول الله وقوته، ففي ذلك الخير العظيم، وأما الغضب: فإنه خلق مذموم عليك أن تسعي في التخلص منه بالاجتهاد في الدعاء ولزوم الذكر ومجاهدة النفس، وانظري للفائدة في هذا الأمر الفتوى رقم: 35367.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني