الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة وساوس الكفر والنفور منها دليل على الإيمان

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 15 عاما، بدأت أعاني من وسواس الشك في وجود الله منذ سن 14، مع العلم أنني متحجبة وأصلي، ودائما أحاول إبعاده، وأقنع نفسي بدلائل عديدة، ولكنه يعود....... ولم أعد أتحمل هذا الوضع... واليوم صباحا أتتني هذه الوساوس وفجأة صدقتها، وبعد ذلك بكيت، وقلت أنا لم أكفر... والله تعالى قد أخبر أن من كفر بعد إيمانه لا تقبل توبته وهو من أصحاب النار، وأنا خائفة كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن هذه الوساوس وكراهتك لها دليل على صدق إيمانك ـ والحمد لله ـ فأنت لم تكفري، ولم تخرجي من الإسلام والحمد لله، بل إنك قد دللت بكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها على صحة يقينك وقوة إيمانك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الوساوس حين شكاها إليه الصحابة رضي الله عنهم: ذاك صريح الإيمان. أخرجه مسلم.

واعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس سوى مجاهدتها، والإعراض عنها، والسعي في التخلص منها، ومع العزيمة الصادقة والإرادة القوية سيمُنَّ الله عليك بالتعافي من هذه الوساوس، ولن تجدي لها أثرا ـ بإذن الله ـ وأنت مأجورة مادمت تجاهدين هذه الوساوس، وتسعين في التخلص منها. وانظري الفتوى رقم: 147101.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني