الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف يطهر الإنسان قلبه؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن طهارة القلب من أعظم المقاصد التي يسعى المرء لتحصيلها، ومتى حصلت له طهارة القلب سَعِد في دنياه وآخرته، فإن صلاح القلب هو أصل صلاح واستقامة سائر الجوارح، كما في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

وإذا علمت هذا، فإن الأمراض التي تفسد القلب وتذهب صلاحه كثيرة جدا؛ كحب الدنيا، والرياء، واتباع الهوى، والحقد، والحسد، وغير ذلك.

وأعمال القلوب الواجبة التي يجب على الشخص أن يتحلى بها ليوصف قلبه بالسلامة والطهارة كثيرة كذلك؛ كالإخلاص، والصدق، ومحبة الله تعالى، وخوفه، ورجائه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، وغير ذلك، وتفصيل أسباب دفع تلك الأمراض وجلب تلك الأعمال الواجبة مما يطول جدا.

ومن ثَمَّ فإننا ننصحك بمراجعة ربعي المهلكات والمنجيات في الإحياء، أو في بعض مختصراته، كما ننصحك بمطالعة مدارج السالكين للمحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ

واعلم أن من أعظم أسباب صلاح القلب شغله بالفكرة فيما ينفعه في دنياه وآخرته، ودفع خواطر السوء عنه، وانظر الفتوى رقم: 150491.

كما أن الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته والفكرة في نعمه وآلائه من أعظم ما يقبل بالقلب على الله تعالى، ويفتح له طريق الهداية، وكذا تدبر القرآن والحضور عند تلاوته، فإنه من أعظم أسباب شفاء القلب من أمراضه، وتحصيل صلاحه، وكمال إقباله على الله تعالى. نسأل الله أن يرزقنا وإياك قلوبا سليمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني