الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقترفتما شهادة الزور والكذب وإثم التعاون عليهما

السؤال

أنا طالب أدرس في الجامعة وفي أحد السنين كالعادة جاء موسم الامتحانات وكان هناك امتحان لا أريد أن أمتحنه بسبب عدم استعدادي له جيداً وفي نظام الجامعة يمكن للشخص أن يؤجل الامتحان بشرط أن يحضر تقريراً من الطبيب يفيد بحالة المرض فذهبت إلى الطبيب وطلبت منه أن يكتب لي تقريرا يفيد أني مريض لكي أؤجل الامتحان فكتب الطبيب لي التقرير والحقيقة أني معافى ولا يبدو علي أثر المرض ويرى الطبيب هذه الحالة في أيضا وبعد ذلك سلمت التقرير إلى مشرف الامتحانات فاعتمده فامتحنت الامتحان التعويضي فنلت فيه درجات عالية هل الدرجات التي نلتها في هذا الامتحان حلال في حقي؟ أرجو الإجابة على السؤال المتعلق بالدرجات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا التقرير الطبي الذي يثبت أنك في حالة مرضية لا تستطيع معها الامتحان وأنت لست كذلك، عبارة عن شهادة زور، وهي من أكبر الكبائر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور. متفق عليه. ولذا فتجب عليك وعلى الطبيب الذي كتب هذا التقرير التوبة إلى الله وكثرة الاستغفار، فقد جمعتما بين إثم القول والشهادة بالزور والكذب، وإثم التعاون على ذلك. وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2]. فمن تاب تاب الله عليه، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 28748. وأما بالنسبة لما حصلت عليه من الدرجات في الامتحان التعويضي، فهي حلال إن كنت حصلت عليها بمجهودك دون غش في الإجابة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني