الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضاع بعد الحولين لا يترتب عليه محرمية

السؤال

طفلة عمرها عشر سنوات وهي وحيدة أمها وأبيها، ظن أبوها أنه لن ينجب بعدها أولاداً بسبب مرض أصابه، فلذلك قررت خالتاها بطلب من أمها أن يرضعنها وهي في سن عشر سنوات أي بعد أن تجاوزت الحولين، ظناً منهم أن هذه ضرورة تبيح الرضاعة في هذا السن، حتى يكون لها إخوة من الرجال يهتمون بها مستقبلاً! ورضعت من خالتيها وهي في سن العشر، فهل هذا الرضاع صحيح؟ وهل أبناء خالتيها أصبحوا إخوانا لها من الرضاعة؟ والآن كبرت البنت وأنجبت أمها ولداً بعد علاج الأب، وقد عقد قران البنت التي رضعت حاليا، وأولاد خالاتها يدخلون عليها حتى الآن ويتعاملون معها على أنها أختهم وتجلس معهم على أنهم محارم بكامل زينتها، فهل هذا الرضاع صحيح؟ أم غير صحيح؟  وإن كان غير صحيح، فماذا عليها أن تفعل؟ عند هذه الأسرة وأقاربها وهم عندهم تساهل في الاختلاط المحرم وفي المسلسلات والأفلام المحرمة وفي الغناء.
وجزاكم الله خيرا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرضاع الذي يحصل به التحريم هو الرضاع في الحولين، والمفتى به عندنا أنّ التحريم لا يحصل إلا بخمس رضعات، وانظري الفتوى رقم: 9790.

وأما رضاع الولد الذي تجاوز العامين: فلا يترتب عليه تحريم، عند جماهير العلماء، قال ابن قدامة رحمه الله: إذا ثبت هذا، فإن من شرط تحريم الرضاع أن يكون في الحولين، وهذا قول أكثر أهل العلم.

وعليه؛ فإرضاع البنت ذات العشر من السنين لا يترتب عليه محرمية، فأبناء خالتيها أجانب لا يجوز لها أن تبدي لهم زينتها أو تخلو بأحدهم، وانظري الفتوى رقم: 161285.

والواجب على هؤلاء الناس أن يتقوا الله ولا يتهاونوا في شأن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات، ومشاهدة الأفلام، وسماع الأغاني المحرمة، فكل ذلك من أسباب فساد القلوب وضياع الأخلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني