الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجر تلاوة القرآن هل يتعلق بالمكتوب أم المقروء؟

السؤال

سألني أحدهم عن العشر حسنات في الحرف أثناء التلاوة، وقال كلمة: أولئك ـ مثلًا فيها حرف زائد، وهي في الأصل ألف مهموزة مضمومة فقط، وليس هنالك واو، وكذلك كلمة: هذا ـ ففيها حرف غير مكتوب، وهو الألف، مع أنه ينطق، فكيف تكون العشر حسنات، فقلت له: الحسنة على ما ينطق، وليست على الرسم القرآني، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الظاهر أن الأجر يتعلق بالمتلو المقروء، ولو لم يكتب رسمًا، كألف هذا، وهؤلاء، فالقارئ ينال ثواب عشر حسنات بقراءة الحرف منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي في سننه، وصححه الألباني.

قال ابن علان في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: من قرأ حرفًا من كتاب الله ـ القرآن المنزل على رسول الله للإعجاز، بأقصر سورة منه، المتعبد بتلاوته، فله حسنة ـ هي ذلك الحرف المقروء، والحسنة ـ مجزية: بعشر أمثالها ـ فالقارئ مجازى عن الحرف الواحد بعشر حسنات... اهـ.

وقال المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: قوله: من قرأ حرفًا ـ المراد بالحرف حرف البناء المعبر عنه بحرف الهجاء... قال الشوكاني: والحديث فيه التصريح بأن قارئ القرآن له بكل حرف منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولما كان الحرف فيه يطلق على الكلمة المتركبة من حرف، أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد هنا الحرف البسيط المنفرد، لا الكلمة، وهذا أجر عظيم، وثواب كبير، ولله الحمد. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني