الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يحصل المُذنِب على راحة قلبه؟

السؤال

فعلت ذنوبًا كثيرة في فترة مراهقتي، ولم يكن هناك أحد يدلني على الصواب والخطأ، لكن سرعان ما كبرت، وأدركت فعل الصواب، وتبت إلى الله تعالى من ذنوبي، لكن لم يرتح قلبي لحظة واحدة، ودائمًا أشعر بالخوف من الله تعالى، ودائمًا أشعر بأني شخصية لا تستحق حياة كريمة، وعيشه هنيئة بين الناس بسبب ذنوبي، وأشعر بأنني أسوأ من في العالم، وأريد أن أحصل على راحة قلبي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمهما كانت ذنوبك عظيمة، فإن الله يغفرها لك، ويمحوها عنك بالتوبة النصوح، وترجعين من هذه الذنوب كمن لم يذنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وإياك أن تقنطي من رحمة الله، أو تظني أن ذنوبك مهما عظمت، أعظم من أن تسعها مغفرة الله، فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

فأقبلي على ربك، وأحسني ظنك به، واجتهدي في الاستغفار، وتكميل شروط التوبة من الإقلاع عن الذنوب، والعزم على عدم معاودتها، والندم على فعلها، وإن كان الذنب متعلقًا بحق آدمي، فردي الحق إليه.

واجتهدي في التقرب إلى الله بمزيد الطاعات، وفعل الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، واستأنفي حياتك مستريحة القلب، منشرحة الصدر، واثقة بعفو الله تعالى ورحمته -نسأل الله أن يرزقنا، وإياك التوبة النصوح-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني