الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمرأة إضافة محارمها للانستغرام إذا كانت تتابع صورًا للنساء؟

السؤال

هل تجوز إضافة المحارم للانستغرام إذا كانت المرأة تتابع من تضع صورًا للنساء، كصور لنقوش الحناء إذا كانت المرأة تخشى على محارمها من الرؤية ،وعدم غض البصر ممن أضافتهم في حسابها؟ ملاحظة: هذا الأمر ليس من سوء الظن بالمحارم، ولكن لأنها رأت بعض المواقف من بعض محارمها من عدم غض البصر، وهل تجوز لها إضافة محارمها الذين لا تعرف إن كانوا يغضون البصر أم لا؟ وماذا عن من لا تخشى من نظرهم إلى ما لا يرضي الله؟ وهل تأثم المرأة على متابعة نقوش الحناء، أو القناة التي تظهر أعضاء المرأة أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت المرأة تتابع من خلال الانستغرام صورًا للنساء، فلا يجوز لها إضافة أحد من الرجال، ولو كانوا محارم لها؛ لأن ذلك مظنة اطلاع الرجال على هذه الصور، فتكون متسببة في تأثيمهم، فتأثم بسبب ذلك؛ لكونها معينة على المعصية، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وكما أن الدال على الخير كفاعله، فإن الدال على الشر كفاعله أيضًا، قال القرطبي في تفسير الآية السابقة: أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى، واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله ـ وقد قيل: الدال على الشر كصانعه. اهـ.

وهذا الحكم ـ نعني عدم الإضافة ـ يشمل من علمت أنه يطلع على صور النساء، ومن لم تعلم عنه ذلك، وليس في عدم إضافتهم إساءة للظن بهم، بل فيه حرص على منع الشر عنهم، وهذا مطلوب شرعًا، وفي سنن الترمذي في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم.

ولا حرج على المرأة في متابعة نقوش الحناء، ومتابعة القناة التي تظهر صور النساء، على أن تراعي الضوابط الشرعية فيما يتعلق بما يجوز للمرأة النظر إليه من المرأة، وهو ما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7254.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني