الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا حافظت المرأة على الصلاة فإن نصيحتها لزوجها بالمحافظة عليها تكون أبلغ تأثيرًا

السؤال

زوجي كثيرًا ما يضيع صلاة المغرب والعشاء والفجر مع الجماعة، ويتكاسل عن النزول أحيانًا، ويصلي في البيت، وعادة ما يستلقي على السرير قبل الأذان بعشر دقائق، وينوي الصلاة، وينتظر الأذان، فيغلبه النوم، وتضيع الصلاة، وربما ضاعت الصلاة التي تليها، وغالبًا ما يحدث ذلك في صلاة المغرب أو العشاء، ويبقى نائمًا حتى صباح اليوم التالي، وربما أدرك الفجر قبل الشروق بعشر دقائق، فيصلي في البيت الصلوات التي فاتته جميعًا، وعندما أراه يستلقي على السرير قبل الأذان أذكره، وأقول: أنت تعلم أن النوم سيغلبك، وستضيع عليك الصلاة، فينهرني، ويقول: أنا أنوي أن أصلي، وأعلم أنني سأقوم للصلاة، وأنا أريد الراحة بضع دقائق، ويرفض تذكيري له مهما كان الأسلوب رقيقًا أو فيه غلظة، والسبب أنه يريد أن يقوم للصلاة من تلقاء نفسه بدافع داخلي منه، وليس لأن أحدًا ذكره، أو أمره بها، وكثيرًا ما نتشاجر بسبب هذا الأمر، فأنا لا أستطيع أن أسكت وأنا أراه يضيع الجماعة، وهو لا يقبل قولي لهذا السبب، فماذا أفعل عندما أراه على تلك الحالة؟ وأنا أيضًا أتأخر عن وقت الصلاة، وربما أجمعها مع التي تليها، ولكننا نسعى للالتزام بها، ونجاهد أنفسنا، وإذا كان أحدنا في فترة في قوة من دينه يأخذ بيد الآخر، فهو أيضًا ينصحني ويذكرني بها، وأنا أقبل منه ذلك، فبماذا تنصحوننا حتى لا نتأخر عن الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن ما تفعلانه من التهاون في شأن الصلاة بتأخيرها عن وقتها، ذنب عظيم، يستوجب التوبة إلى الله تعالى، وننصحك أولًا بأن تحافظي أنت على الصلوات في وقتها قبل أن تأمري زوجك بالمحافظة عليها، وأن تكوني قدوةً له في هذا، وقد قال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {البقرة: 44}.

وإذا حافظت على الصلاة، فإن نصيحتك لزوجك بالمحافظة عليها تكون أبلغ في التأثير، وأكثر نفعًا، واستمري أيضًا في نصح زوجك وتذكيره بالمحافظة عليها برفق وحكمة، واجتهدا في اتخاذ الأسباب التي تعينكما على أداء صلاة الفجر في وقتها -كاتخاذ المنبه، أو الاتصال من الأقارب المحافظين عليها حتى يوقظكما- وبادرا في بقية الصلوات إلى القيام بأداء الصلاة في أول وقتها، من غير تسويف وتأجيل، وتذكرا أن الصلاة عمود الدين، وأن من تركها فهو على خطر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 121731 عن خطورة التهاون في الصلاة المفروضة، ومثلها الفتوى رقم: 138556، والفتوى رقم: 126811 عن التوبة من التهاون بترك الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني