الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن زرع أرض أبيه التي لم تقسم هل له أن يطالب بقية الورثة بالأجرة؟

السؤال

رجل يزرع أرض أبيه المتوفى منذ 35 سنة، ولم تقسم هذه الأرض حتى الآن بين الورثة، وإخوة الرجل خارج البلاد منذ 50 سنة، فهل لهذا الرجل الذي زرع الأرض أجرة على عمله وإعماره للأرض قبل أن يتم تقسيم الميراث بينه وبين إخوته؟ وكيف تحسب قيمة الأجرة إن وجدت؟ وهل له أن يطلب من الإخوة الآخرين أن يختار مكان حصته؟ مع أن الرجل يأكل من الثمرة طوال هذه الفترة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمفهوم من السؤال أن هؤلاء الأخوة لم يطلبوا من أخيهم أن يزرع لهم نصيبهم من الأرض الموروثة، فكيف يستحق على ذلك أجرة؟! وقد كان بمقدوره أن يتركها على حالها، أو أن يؤجرها، ويحفظ لإخوته حصتهم من أجرته، بل الأقرب أنهم هم الذين يستحقون أجرةً على استغلال أخيهم لنصيبهم دون إذنهم، وأكله من ثمرتها طوال هذه المدة، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 142451، 308059.

وعلى أية حال؛ فالأفضل لهؤلاء الإخوة أن يصطلحوا على ما يتراضون عليه.

فإن تنازعوا رفعوا أمرهم إلى القضاء ليفصل بينهم.

وأما السؤال عن إمكانية طلب هذا الرجل من إخوته أن يختار مكان حصته من الأرض، فلا حرج في ذلك، طالما كان مجرد طلب، فإن وافق إخوته، فذاك، وإلا فليتبعوا إحدى الطرق الشرعية لقسمة الأراضي، والتي سبقت الإشارة إليها في الفتوى رقم: 119770.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني