الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة العامة تمحو أثر كل الذنوب حتى المتعدية

السؤال

لو سمحتم كنت أستخدم برنامج utorrent وهو برنامج يقوم على تحميل ملفات، وفي نفس الوقت ترفعها لغيرك. فأنا الآن كنت أحمل منه ألعابا مكركة (مقرصنة) وربما تشتمل على حرام، ولم أكن أعرف أن الألعاب المقرصنة حرام، وأني أرسل الملف لغيري أصلا، فأنا الآن تائه؛ لأني لا أعرف من أي ذنب أتوب: هل أتوب من تحميل الملفات الحرام، أم أتوب من مشاركة الملفات الحرام مع الآخرين، أم أتوب من الذنب عامة وهو الإعانة على المعصية، وذنب الإعانة على المعصية ذنب تصعب التوبة منه، بسبب أني قد أقع فيه بدون علم أو انتباه، وربما الآن يحمل غيري إلى الآن الملف هذا؛ لأني عندما أحمله يحمله غيري، وغيري يحمله لغيري وهكذا.
وسؤالي هو: ما الذنب الذي يجب علي التوبة منه، وأن لا أقع فيه مجددا -بإذن الله- حتى لا ترجع علي ذنوب هؤلاء الأشخاص الذين قد يصلون إلى مليون شخص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ينفعك هو أن تتوب توبة عامة، مما علمت من الذنوب ومما لم تعلم. ومما تذكر ومما لا تذكر. مما عملته بنفسك، أو دللت، أو أعنت عليه غيرك. فمثل هذه التوبة العامة تأتي على جميع الذنوب لمن أتى بشرائطها.

وبخصوص الذنوب المتعدية الأثر، فيكفيك مع الشروط العامة للتوبة، أن تسعى بقدر طاقتك في إزالة آثار هذه الذنوب، وذلك ببيان الحق وبذل النصح لمن أعنتهم، أو دللتهم على الشر، فبذلك تبرأ ذمتك إن شاء الله تعالى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 225634، والفتوى رقم: 142149 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني